خلال ندوة في صالون الكتاب..خبراء:

قطــــــر..تجربـــــة متميّـــــزة وجهـــــود جبّــــــــــارة في حفـــــــــظ التّـــــــــراث

أمينة جابالله

 

سلّط خبراء وباحثون في ندوة “جهود قطر في حفظ التراث” في إطار البرنامج الأدبي والثقافي لفعاليات “سيلا 27” الضوء على جهود دولة قطر في صون التراث الثقافي المادي وغير المادي، وأهمية الحفاظ عليه وتوثيقه في المحافل الدولية.


 ناقشت الندوة التي أدارها الدكتور محمد بونعامة، المدير العام للأرشيف الوطني (الجزائر)، وشارك فيها كل من الأستاذ محمد سعيد البلوشي، الأستاذ عبد الرحمن السلامة ممثلي دولة قطر، جهود وزارة الثقافة القطرية في حفظ التراث المادي وغير المادي، واستعرضت ملفات التراث التي عملت الوزارة على تسجيلها لدى اليونسكو مثل موقع “الزبارة”، كما ركّز الخبراء على الدور الريادي لدولة قطر في تعزيز التراث العالمي.
تناول الأستاذ محمد سعيد البلوشي، خبير التراث بإدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة القطرية في مداخلته تجربة قطر في صون وحماية التراث المادي وغير المادي، وقدّم شروحات بالصور عن أهم المراحل التي عرفتها دولة قطر ة في حماية وتوثيق التراث غير المادي كالشعر والأدب والموسيقى والأغاني الشعبية، إلى جانب ما حققته من خلال صيانة التراث المادي، مثل المواقع الأثرية التي تعرفها دولة قطر ذات البيئة الثنائية الصحراوية والبحرية.
وفي ذات السياق، أفاد البلوشي أنّه تمّ اختيار موقع “الزبارة” في عام 2013 ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، باعتبارها من أكبر المواقع الأثرية والتراثية في قطر ومن المدن الخليجية التي كانت تعتمد على التجارة والبحث عن اللؤلؤ خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
وقدّم المتحدث في ذات الجانب أمثلة عن التراث المادي، الذي يشمل قطاع التراث الثقافي بداية من” دار الكتب القطرية”، التي تعتبر أول دار كتب تأسّست في دول مجلس التعاون، مرورا بكل من موقع “قلعة الكوت” المعروفة أيضا باسم قلعة الدوحة، وهي قلعة تاريخية عسكرية تقع في قلب مدينة الدوحة عاصمة قطر، تمّ بناؤها في عام 1927 من قبل حاكم قطر عبد الله بن قاسم آل ثاني، حيث تمّ تحويلها لاحقا إلى متحف، وموقع “مصلى العيد” الذي يعدّ من أبرز المعالم في “مشيرب” قلب الدوحة، إضافة إلى موقع “سوق واقف” وهو سوق تقليدي يعتبر من أهم المعالم السياحية في مدينة الدوحة، يجمع بين العراقة والأصالة وبين المدنية الحديثة، وهو أشهر معلم سياحي وتراثي يقصده السياح والمواطنون، ويشتهر السوق ببيع المشغولات التراثية وتناول الطعام العربي والشعبي والعالمي.
كما عرج محمد سعيد البلوشي خلال الندوة على ملف “الصقارة” الذي تحول من تراث محلي إلى عالمي، ورأى النور في العام 2010، بفضل تكاتف جهود عدد من الدول.
ومن جهته قدّم عبد الرحمن السلامة ممثّل “دار الوثائق القطرية”، نبذة عن جهود الدار في جمع الوثائق وتسجيلها والتعريف بها، وما حقّقته هذه الدار التي تأسّست منذ 10 أشهر في مجال إعداد وفهرسة وتصنيف الوثائق، لاسيما التصوير والترميم والصيانة، فضلا عن إعداد البحوث والدراسات التاريخية، وما ترتّب عنها من ترجمة وتحقيق ونشر.
كما تطرّق إلى أهمية الأرشيفات كأدوات تعليمية ومعرفية، تسهم في نشر الوعي بقيمة التراث الوثائقي وتعزيز التفاهم بين الثقافات، مؤكّدا أيضا على دور الدار في صون التاريخ القطري، والترويج له على الساحة العالمية، وتسخير جهودها في تعزيز مكانة قطر على الصعيد الدولي من خلال مشاركاتها في الفعاليات العالمية المعنية بحفظ التراث الوثائقي، ممّا يعكس مساعي الدار إلى تبادل الخبرات مع مؤسسات دولية متخصصة، ما يسهم في تعزيز كفاءة الحفظ الرقمي، وتعزيز وعي المجتمعات بأهمية الحفاظ على التراث الوثائقي كجزء من الذاكرة الإنسانية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19619

العدد 19619

الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
العدد 19618

العدد 19618

الإثنين 11 نوفمبر 2024
العدد 19618

العدد 19618

الأحد 10 نوفمبر 2024
العدد 19617

العدد 19617

السبت 09 نوفمبر 2024