مثقّف وأكاديمي متمرّس وأحد أبرز رموز الإبداع والتجديد

أمحمد جليد تحت أضواء الباحثين بسيدي بلعباس

 

شكّلت مسيرة الكاتب والباحث أمحمد جليد، محور يوم دراسي نشّطه جمع من المثقّفين والباحثين بالمكتبة العمومية للمطالعة الشيخ القباطي بسيدي بلعباس، تحت عنوان “تجلّيات الفكر في تجربته البحثية والإبداعية 1943 ـ 1990”.
سيدي بلعباس: نسرين. ب    
تضمّن اليوم الدراسي مجموعة من الجلسات العلمية والنقاشات، حيث نشّط أكاديميون وباحثون عددا من المداخلات تطرقوا خلالها إلى جوانب مختلفة من حياة أمحمد جليد، وقدّموا شهادات حيّة عن مسيرته، حيث كان الملتقى فرصة لمناقشة الجوانب الرمزية في أعمال الكاتب والباحث، وما لها من دور في تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي، ومساهمته في فتح آفاق جديدة للفكر والإبداع في محاولات جادّة نحو استكشاف الهوية الثقافية.     
وبحسب رئيسة مصلحة البرمجة والاتصال بالمسرح الجهوي سيدي بلعباس عباسية مدوني، فإنّ هذا المثقّف الذي أثرى الساحة الأدبية والفكرية، يعدّ أحد أبرز رموز الإبداع والتجديد والتغيير، من خلال أفكاره المبتكرة التي تعكس الواقع وتعبّر عن التحدّيات المعاصرة، مشيرة إلى أنّه سخّر حياته لخدمة المعرفة والبحث العلمي، مؤمنًا بأنّ التعليم والثقافة هما الطريق نحو نهضة المجتمعات وتقدّمها.
وأضافت أنّ هذا اللقاء جاء للاحتفاء بإنجازات الروائي والاستلهام من أفكاره ورؤاه التي تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الفكر الجزائري.
اليوم الدراسي كان فرصة للترويج للإرث الفكري الغني لمحمد جليد والتعرّف على إسهاماته البارزة في مجالات متعدّدة، من الأدب إلى الفكر السياسي والاجتماعي، والتي نوّه بها العديد من المتدخلين، على غرار الأستاذ ميسوم لعروسي الذي تحدّث عن مسيرة الكاتب المثقّف وإبداعاته، وعبد القادر جلّيد الذي سلّط الضوء على مسيرة المفكّر والباحث، بينما استحضر الدكتور لخضر بركة سيدي محمد، كتاب الروائي جليد حول “النشاط المسرحي في الجزائر 1945 ـ 1980..محاولة لنهج سوسيولوجي في النغمات الجماعية: التعبيرية وما فوق الهيكلية”، ومن خلاله حاول امحمد جليد تسليط الضوء على هذا النشاط كوسيلة حيوية لفهم التحوّلات الاجتماعية والسياسية في الجزائر، وأهمية المسرح كأداة للتعبير عن التحدّيات والآمال التي تواجه المجتمع، وكيف ساهم في دراسة الفنون الثقافية في الجزائر ودورها في تشكيل الوعي الاجتماعي، وفهم كيف عكست المسرحيات القضايا الاجتماعية والسياسية والتحوّلات الثقافية في المجتمع الجزائري.
كما عرّج جليد من خلال كتابه على الفترة الاستعمارية وتأثيرها على الهوية الوطنية، والعلاقة بين الحرب التحريرية الجزائرية والنشاط المسرحي كأداة للتعبير، مستعرضا الأشكال التعبيرية المتنوّعة في المسرح الجزائري، كالدمج بين العناصر التقليدية والحديثة وكيف استخدم الفنّانون المسرح لتناول مواضيع مثل الهوية، النضال الاجتماعي والعدالة وتحدّث عن دور المسرح في تشكيل وعي المجتمع وتوحيد مختلف الفئات، ومدى تأثير العوامل الاجتماعية على إنتاج المسرحيات، بما في ذلك القضايا الاقتصادية والسياسية.
كما لم يغفل الكاتب التحوّلات التي شهدها المسرح بعد الاستقلال وما تمتّع به من حرية فنية، والتغيرات الجذرية بعد استقلال الجزائر، مع زيادة التجريب والحرية الفنية، وتناول كذلك التحدّيات التي واجهها الفنّانون في محاولة إيجاد صوت جديد يعكس الهوية الجزائرية.
يذكر أنّه خلال اللّقاء تم إمضاء بروتوكول واتفاقية شراكة بين مؤسّسة المسرح الجهوي لسيدي بلعباس ومركز البحث العلمي والتقني في علم الإنسان الاجتماعي والثقافي لوهران.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19613

العدد 19613

الإثنين 04 نوفمبر 2024
العدد 19612

العدد 19612

الأحد 03 نوفمبر 2024
العدد 19611

العدد 19611

السبت 02 نوفمبر 2024
العدد 19610

العدد 19610

الخميس 31 أكتوير 2024