استقطب عرض أوبيرات «أخت الرجال» إهتمام الجمهور الذي حضر هذا النشاط الفني المدرج ضمن أنشطة الاحتفالات بالذكري السبعون لاندلاع الثورة التحريرية ليلة أمس الخميس بدار الثقافة محمد الأمين العمودي بوسط مدينة الوادي.
عرف العرض الأوبيرالي تجاوبا كبيرا وصف بالنوعي نظير الأداء المحبك للأدوار على الركح وما زاد في تميزه هو اعتماده في عرض الكثير من المشاهد على التعبير الجسماني «الكورغرافي» الذي جسد في 12 لوحة فنية تعبيرية فوق خشبة أرادها المخرج نبيل مسعي أحمد خالية من الأكسسورات وهي البساطة التي طالما أثبتت أنها تصنع الفرجة.
واستمتع الجمهور طيلة 50 دقيقة كاملة بالعرض الأوبيرالي «أخت الرجال» وهو نص مسرحي من تأليف الأديب الدكتور صالح خطاب الذي غلب عليه طابع الشعر الذي إمتزج بين الشعر الفصيح والملحون حرك أحداثه 35 ممثلا مسرحيا جلهم من الهواةصالوا وجالو على خشبة مسرح دار الثقافة لصناعة فن يحاكي تاريخ الثورة التحريرية المجيدة .
وتدور أحداث العرض الأوبيرالي المجسد أوبيراليا في خمسة (05) فصول حول استماتة المرأة الصحراوية أثناء الثورة التحريرية المجيدة في الدفاع عن أرضها وعرضها بعد اعتقالها في معتقل «فطيمة» بالعرق الشرقي وهي صورة من صور رباطة جاش وصلابة في مواجهة المستعمر الغاشم والجلادين من الخونة وتحدت طبلة فترة اعتقالها المستجوبين وكانت تتحدى وتواجه السجان وتناجي الاسود في ساحات الوغى.
وتحاكي أحداث «الأوبيرات» فكرة أن تحرير الوطن من براثن الاستعمار للجزائريين لم تكن فكرة عابرة لدى الجزائريين بل كانت نابعة من إيمان راسخ وقناعة متأصلة للمرأة والرجل أن مبدأ التحرير والتحرر هو امتداد للدفاع عن الأرض والهوية والدين والعرف والتقاليد باعتبارها من مكونات هذا الوطن.
لم يستسلم هذا الوطني المتشبع بروح الوطنية بل راح يواجه الاستعمار بكل ما أوتي من قوة وبالإمكانيات المتاحة من الأسلحة والذخيرة وكانت المرأة بجانبة تحمل السلاح وتداوي المرضى في سبيل التحرير وهي المرأة التي ترفض الخنوع والطغيان وهن حرائر الجزائر اللواتي أبلين البلاء الحسن طيلة مسيرة الثورة التحريرية المجيدة.
ويؤكد المخرج المسرحي نبيل مسعي أحمد في تصريح لـ «وأج»، أن هذا العمل الأوبيرالي في الأصل هو رسالة تحمل دلالات تاريخية يستلزم أن نستفيد منها في مسيرة بناء الجزائر الجديدة وهو أن الوطن تقع مسؤولية بنائه على الجميع.