يرى الأديب والمترجم محمد بوطغان، أنّ واقع الترجمة في الجزائر يحتاج إلى تحسينات وتصليحات على مستوى آليات الترجمة للنهوض بها، مبرزا أنّه من شأن التعديلات أن تعزّز جهود المترجمين وتشجّعهم على تحسين مستوى أعمالهم، لتكون على شاكلة نتاج فكري يغري المتلقي ويحمّسه على الاطّلاع.
وقال بوطغان لـ»الشعب» إنّ ما يُترجم في الجزائر من أعمال في مختلف اللغات لا يكاد يذكر ولا يعد.. أما ما ينشر ويصدر من ترجمات فهو ضئيل جدا ونزر يسير لا يلبّي أبدا حاجة المعرفة، مشيرا إلى أنّ عموم الأعمال المترجمة في شتى المجالات والتخصّصات يخضع - في غالب الأحيان - إلى رغبة المترجم ومزاجه وحاجته الشخصية وميوله الثقافي، وفي معظم الحالات ينجز المترجمون أعمالهم حبا في الترجمة ورغبة في مشاركة الآخرين بعضًا من هواجسها وقدرًا ممّا يرون أنّه جدير بأن ينقل إلى القارئ الجزائري لإطلاعه على أفكار وجماليات جديدة.
وقال محدّثنا إنّ «واقع الترجمة عندنا يدعو إلى القلق، نظرا لعدم الاهتمام بالترجمة وبالمترجمين، وبما يصدر على مدار العام من أعمال جديدة وجديرة بالترجمة والاطلاع عليها».
وفي حديثه عن التحدّيات التي تواجه المترجم، وتواجهه شخصيا، ذكر بوطغان أنّ أوّل تحدّ هو العائد المالي والتثمين المادي للعمل المترجم، وقال: «إنّه من النادر أن يجبر المترجم ناشرا بدفع حقوق الترجمة، ثم إنّ الهيئات الثقافية ودور النشر لم تبرم عقوداً واتفاقات لترجمة ما يصدر من أعمال تفوز وتحوز جوائز مهمة عالمية وإقليمية وتجد السبق لجهات عربية ودولية أخرى».
ومن جانب آخر، تواجه المترجم الجزائري صعوبات تقنية قد تكون شخصية، مثل غياب المراجع النظرية والتطبيقية لمجال الترجمة، إلى جانب قلّة وندرة الندوات واللقاءات المتعلقة بالترجمة ومشاركة المترجمين فيها.
ويرى بوطغان إمكانية النهوض بالترجمة وفق خطة عمل مرنة، تتضمّن ضبط مشروع وطني لمجال الترجمة ضمن الرؤية الوطنية الثقافية، مع رسم أهداف مشروع وطني للترجمة من شأنه «أن يرسم الصورة الحقيقية لما نحن عليه ولما هي عليه ثقافتنا، حتى نعطي صورة جميلة عن الطاقات الجزائرية المبدعة».
ويرى المتحدّث بضرورة نقل الأعمال العالمية إلى العربية لتشكّل صورة حقيقية عن الآخر الذي ليس إلا نحن في صورة مغايرة، ودعا إلى الإسراع في إنشاء المركز الوطني الجزائري للترجمة، وتفعيل ما يخدم النهوض بها.