سلّطت الكاتبة الشابة آمال بوحفص الضوء على بعض مجاهدي المنطقة الثامنة التابعة للولاية الخامسة التاريخية، وبعض المعارك في إصدارها تحت عنوان “رجال من المنطقة الثامنة”، خاصة الرائد بوحفص فوضيل أو فوضيل الغيثري المعروف بسي رابح، من خلال شهادات جمعتها عن مجاهدي المنطقة.
الكتاب كان محور الطبعة 24 لتظاهرة منتدى الكتاب الذي تنظمه المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية عبد الحميد بن باديس بالنعامة، وسلّطت الكاتبة الشابة من خلاله الضوء على هذه الشخصية التاريخية، حيث أكّدت لـ “الشعب” أن المجاهد بوحفص فوضيل التحق مبكرا بصفوف جيش التحرير الوطني، كما كان من النواة الأولى التي تكونت بالمنطقة في جوان من سنة 1956 بالقسم 14 بالمنطقة الخامسة، حيث شارك في العديد من المعارك أهمها معركة “جبل عيسى” 1957 ومعركة مير جبال.
تقلّد سي فوضيل عدة مهام ثورية، من بينها تدريب وتكوين مجموعة الصاعقة مع الكموندوس رأس مال الطاهر المدعو “فيصل”، ونال عدة رتب تليق بجهاده منها قائد فرقة، ثم قائد فيلق مع الشهيد عمارة، وقد أصيب جروح كثيرة نتيجة المعارك التي خاضها، كما شارك في معارك عديدة بمختلف مناطق الوطن، منها معركة “فلاوسن الكبرى” سنة 1957 بتلمسان، ومعركة “جبل مرغاد”.
ومن بين ما تضمّنه الكتاب، الأساليب الوحشية التي استعملها المستعمر الغاشم ضد شعب أعزل، حسب شهادات مجاهدي المنطقة ومنهم المجاهد إبراهيم دحاوي الذي أكّد أن العدو الفرنسي قام بمحاصرتهم في جبل مرغاد، وكانوا حوالي 20 مجاهدا، ولمدة 5 أيام ظلوا بدون أكل أو شرب، فقام المجاهد بوحفص فوضيل بضرب وإسقاط طائرة B29 من جبل “تانوت الغنجاية” في جوان 1958، إلى جانب معارك أخرى سلطت الكاتبة آمال الضوء عليها منها “معركة المناصب” ديسمبر 1958، معركة “إمزي الكبرى” 06، 07 و08 ماي 1960، والتي استعمل فيها المستعمر قنابل “النابالم” المحظورة دوليا، حيث تعد من أقوى المعارك بالمنطقة لأهميتها الاستراتيجية، والتي كانت حصيلتها بعد تصدي المجاهدين لغطرسة الاحتلال في هذه المعركة 101 شهيد و74 جريحا و46 مجاهدا أسرهم المستعمر الفرنسي، إلا أن المجاهدين تمكنوا من إسقاط ست 6 طائرات حربية للعدو.
كما شارك المجاهد فوضيل الغيثري أو سي رابح بعد الاستقلال في الحرب العربية الإسرائيلية بمصر سنة 1967، رفقة إخوانه العرب، فكان له شرف الجهاد الجزائري والعربي.
للعلم، بوحفص أمال كاتبة واعدة أرادت أن تؤرّخ جانبا من تاريخ هذه المنطقة في هذا الإصدار، متحصّلة على شهادة البكالوريا سنة 2007، وشهادة ليسانس تاريخ سنة 2011 بجامعة تلمسان، وهي الآن أستاذة اجتماعيات بالتعليم المتوسط.