تحديــد الواجبـات والحقـوق.. دعـم الفعـل الثقافي المنتــج
يرى الكاتب والمخرج المسرحي الفنان «هارون الكيلاني» بأن قانون الفنان مكسب كبير للساحة الفنية طالما انتظره فنانو ومهنيو القطاع، وقال في حديث لـ«لشعب» إن هذا القانون من شأنه أن يساهم في تنظيم المهن الفنية على النحو الذي يحدّد الواجبات والحقوق المرتبطة بالفنان، كما أنه يساهم في ترقية إبداعاتهم وإنتاجاتهم الفنية بما يخدم الثقافة في الجزائر.
ثمّن الفنان هارون الكيلاني المكسب الكبير الذي تحقق للفنانين الجزائريين من خلال قانون الفنان الذي يرتقي بجميع الأنواع الفنية والإبداعية، مبرزا جهود رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون في الارتقاء بقطاع الثقافة والفنون، وتجسيد التزاماته التي قطعها في وقت سابق، قائلا بأنه «وعد وأوفى».
وأشار المتحدث - في السياق - إلى أهمية التوقيت الذي جاء فيه هذا القانون بالنظر إلى ما ظلّ الفنان الجزائري يعانيه ويعيشه، معربا عن أمله بأن يشكل هذا المكسب دافعا قويا للفنانين للإبداع أكثر، خاصة وأن القانون قد عدّد في أبوابه وفصوله عن ضمانه للخصوصيات الاجتماعية للفنان، فضلا عن الاعتراف بإبداعاتهم الفنية وتثمينها وفق ما تضمنه القانون الأساسي للفنان الذى من شأنه أن يقدّم إضافة للفن بشكل عام، والفنان بشكل خاص، كما أنه يسمح للمبدع - على حد قوله - بضمان الحد الأدنى من قيمته كفنان فاعل في المجتمع شأنه في ذلك شأن أي عامل في أي مكان وفي أي مجال آخر.
وأضاف هارون الكيلاني أن هذا القانون مكسب كان يحلم به الفنان منذ الاستقلال، فقد ظلّ الواقع الفني رهين ضبابية ضاعت معها حقوق الفنانين، وتدهورت حالتهم الاجتماعية، وتعطلّت قدراتهم الإبداعية، ما جعل قطاعا مهما، مثل قطاع الثقافة لا يتجاوز وضع «الكمّ المهمل» الذي لا يفيد شيئا في الحياة العامة..
وقال الكيلاني، إن أبرز المكتسبات التي تضمنها قانون الفنان، تطرق في مضمون بنوده إلى الآليات الخاصة بتنظيم وتمويل المشاريع الانتاجية فيما يخص الأعمال الفنية، منها تحديد الجوانب القانونية المحيطة بالملكية الفكرية بشكل غير مسبوق، وحماية الأعمال الإبداعية والفنية من السرقات، وما يتبعها من تعدّ على مجهود الفنان وإنتاجه الثقافي، خاصة في ظلّ ما نعيش اليوم من الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي التي جاءت بأوضاع ثقافية وضعت الإبداع بين أيد تكرّس الرداءة، ولا تعير بالا لقيمة الرسالة الفنية، وواصل قائلا: «أظن أن الفنان أصبح بهذا القانون محميا من الممارسات اللاأخلاقية على منصات التواصل الاجتماعي، كما أن حياته أضحت محمية خاصة بعد التقاعد»، يضيف المتحدث الذي أشار أيضا إلى التشجيع الفني والابداعي الذي يحمله مضمون هذا القانون، حيث يضع الفنانين والمبدعين على المحك لأداء واجباتهم أمام الجمهور، ما يساهم - دون شك - في ترقية الفن وفسح المجال أمام الفنانين الحقيقيين الذين يؤمنون برسالة الفن.
ونوّه المخرج هارون الكيلاني في ختام حديثه، بالمنصة الرقمية التي تتيح للفنان معرفة حقوقه، من حيث أنها تجعله ملتزما بواجباته المهنية، ضامنا لحقوقه الاجتماعية.