الكاتبة والقاصة سمية فاضلي:

المرافقة الأسرية لإنجاح الأنشطة الأدبية للطّفل

تمنغست: محمد الصالح بن حود

ترى الكاتبة والقاصة سمية فاضلي، أدب الطفل بأنّه نوع أدبي يشمل القصص والمجلات والقصائد الموجهة بشكل خاص للأطفال، ويتم تقسيمهم إلى فئات عمرية تتناسب مع قدرة الاستيعاب الخاصة بكل فئة، لكنه يتميز بأنه يحمل رسالة أخلاقية أو دينية كمحور أساسي في مضمونه.

 أكّدت سمية فاضلي في حديثها لـ «الشعب»، أن أدب الطفل بعاصمة الأهقار يحظى باهتمام كبير من طرف الجهات المعنية، على غرار دار الثقافة مثلا في المسرحيات والورشات المقامة للأطفال بصفة عامة، والتي تغطي جانب من الجوانب المهمة للطفل، وتحمل في طياتها رسائل في أدب الطفل ربما بطريقة غير مباشرة يفهمها الكاتب الذي يوجّه مخطوطاته نحو جمهور الأطفال، يقابله غياب إصدارات في الاختصاص بالمنطقة.
هذا الاهتمام تضيف صاحبة كتاب «سلسلة السرور» الذي يجمع في طياته اثنتي عشر قصة متنوعة ومشوقة، لا بد له من الاهتمام الأسري بالطفل أدبيا وفنيا، باعتبارها نواة المجتمع الأولى والخلية الأساس، بالبناء الفكري والأخلاقي له قبل خروجه للمجتمع، بتعليمه ركائز الدين وفضائل الأخلاق من قصص الأنبياء والمرسلين والقرآن العظيم من جهة، وفي التحلي بهذا كله من قبل الوالدين قبل النطق به من جهة أخرى.
هذه المرافقة تجعل الطفل أرضا خصبة لتثبيت هاته المفاهيم وقت خروجه للفضاءات المختلفة، بمفهوم آخر ـ تقول المتحدثة ـ يكون في هيئة متوازنة قابلة للتطور، ليأتي دور الهيئات الثقافية في تمثيل هاته المفاهيم بطرق مختلفة من أجل إعادة ترسيخها في عقل الطفل وترويضه عليها.
واعتبرت منشّطة «ورشة حكواتي» بالمكتبة العمومية للمطالعة برادعي مولاي أحمد بعاصمة الأهقار، أن بناء الطفل في شتى المجالات، وبناءه أدبيا كذلك لا ينفع الآباء فقط، بل ينفع المحيط الاجتماعي ككل، لأن التعامل مع طفل مهذب متزن خلوق يعكس استقرار الأسرة، ويعطي أملا بشخص ناجح في مساره، قائلة «شخص ناجح بمعنى شخص واثق مميز لأهدافه مهما كانت بسيطة أو صغيرة».
يحدث هذا تضيف سمية فاضلي في ظل الغزو الإلكتروني والإعلامي المؤدي إلى تدمير القدرات الاستيعابية للأطفال، ونشر مفهوم التفاهة والسخافة هذا من جهة، والدمار الشامل الذي ألحقته الألعاب الالكترونية بسلوكيات الأطفال ومستواهم التفكيري والديني والأخلاقي من جهة أخرى.
ومن أجل مواجهة كل هاته الوسائل الحربية المخفية الملامح، تؤكّد الشاعرة سمية فاضلي وجب علينا النهوض من أجل محاربة هاته المكائد، بالانتباه لمستقبل الأطفال، وذلك بإرجاعهم رويدا رويدا إلى ثقافة المطالعة أو الاستماع، وغير ذلك من النشاطات الفكرية والعلمية، وهنا يلعب فن سرد القصص دورا كبيرا في إرجاح الكفة لصالح فائدة الأمة.
وهذا لن يكون تؤكّد كاتبة الطفل بعاصمة الأهقار سمية فاضلي، إلا بالتعاون الصادق من طرف كل شرائح المجتمع ومستوياته وتنظيماته، ابتداء من رحاب الأسرة وصولا إلى السلطات المعنية بهذا الجانب.
بدورها دعت المتحدثة كل الكتاب الذين يختصون في أدب الطفل إلى العمل الجاد والصادق من أجل تحقيق أهداف واعدة في هذا المجال، وكذا الآباء إلى الالتفات لأبنائهم قليلا في زمن الالكترونيات الخادعة، والتي تسرق من عمرنا ربيعه من دون دراية.
كما كشفت الكاتبة والشاعرة سمية فاضلي في ختام حديثها، عن تحضيرها لنشر 03 كتب في أدب الطفل حاصلة على موافقة دولية للنشر وديوان شعري، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة المبرمجة خلال الصائفة على غرار «ورشة حكواتي»، وحكايات وقصص بدار الطفولة المسعفة، وبرنامج حكايات عبر أمواج الإذاعة المحلية، في خطوة منها لتعزيز تواجد أدب الطفل في المنطقة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024