الكاتب عمار قواسمية

المقاولاتية الثقافية.. إشراقة اقتصادية في الأفق

فاطمة الوحش

يرى الكاتب عمار قواسمية أن مفهوم المقاولاتية يُطلِقُه فرد له القدرة على تحمل مخاطر مشروع، مع وجود فرص كبيرة لتحقيق الأرباح من هذا المشروع.، أشار عمار قواسمية في إلى أن المقاولاتية عملية إبداع للمنتجات والتسويق له.

ويرى قواسمية – في تصريح لـ«الشعب” – أن المنتجات تكون جديدة وتُشبِع حاجة غير مشبعة في السوق، في حين أن المقاولاتية الثقافية هي النوع الذي يتبنى مشاريع ثقافية في مختلف مجالات الثقافة من صناعات ثقافية وإبداعية مثل الطباعة والنشر، والموسيقى المسجلة، والسينما، والسمعي البصري، والإعلام والصحافة، والحرف اليدوية، والتراث الثقافي.. وغيرها من قطاعات الثقافة التي يؤدي الاستثمار فيها والاهتمام بها إلى تحقيق التنمية المستدامة، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو غيرها..
وأفاد الكاتب، أن المقاولاتية الثقافية تسهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تنويع مصادر الدخل وخلق فرص عمل جديدة. وَوَفقًا لإحصائيات وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، فإن القطاع يساهم بنسبة مُعتبَرَة من الناتج المحلي الإجمالي. وهذا ما يؤكد على أن المقاولاتية الثقافية تعزز الصناعات الإبداعية، مما يحرك السياحة الثقافية ويزيد من العائدات المالية. وقد خَلُصَت دراسة بعنوان “أهمية الثقافة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة” إلى أن استثمار الحكومة في البنية التحتية الثقافية والتعليم الثقافي يزيد من فرص نجاح المشاريع الثقافية ويعزز من الابتكار والإبداع المحلي، كما أن للثقافة دورا كبيرا في تحقيق أبعاد التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، من خلال مجموعة من المؤشرات القابلة للقياس، أهمها مساهمة الصناعات الثقافية في الصادرات وخلق فرص العمل، يضيف قواسمية.
وأوضح محدثنا أنه يمكن الارتقاء بالمقاولاتية الثقافية في الجزائر من خلال تطوير سياسات داعمة وتنظيمية، وتحسين البنية التحتية الثقافية، وتوفير التمويل والتدريب للشباب المبدعين. وفقًا لتقرير المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، يجب إنشاء حاضنات أعمال ثقافية (مؤسسات ناشئة أو مُصَغَّرة) وتوفير الدعم الفني والقانوني لأصحاب المشاريع الثقافية. كما أشار المركز إلى أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتعزيز الابتكار الثقافي وتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المجال الثقافي.
وأكد قواسمية أنه يمكن دفع الشباب المبدع من الطلاب نحو المقاولاتية الثقافية من خلال إدراج برامج تعليمية وتدريبية في المناهج الدراسية تُعنى بريادة الأعمال الثقافية. وَعِلاوَةً على ذلك، يمكن توفير منح دراسية ومسابقات لتمويل المشاريع الثقافية الناشئة. نَقتَرِحُ أيضًا إنشاء مراكز ثقافية  في الجامعات والكليات لتقديم ورشات عمل ومحاضرات عن كيفيات تحويل الأفكار الإبداعية إلى مشاريع قابلة للتنفيذ. هذه الإجراءات تسهم في تمكين الشباب من استغلال مواهبهم وإبداعاتهم بطرائق مبتكرة ومستدامة.
وختم بقوله: “لدينا العديد من المُقَوِّمات والإمكانات والتحفيزات التي تتيح هذه المبادرة؛ إذ تملك الجزائر تراثًا ثقافيًا غنيًا ومتنوعًا يمكن استثماره جَيِّدًا. فَالحكومة تُوَفِّر برامج تمويل ودعم للمشاريع الثقافية من خلال صندوق دعم الثقافة والفنون، فنجد أن الوزارة تنشر بين الفينة والأخرى مبادرات دعم نشر الكتاب، وتجسيد الأعمال المسرحية والدرامية والسينمائية، وكذا المسابقات والجوائز التي تستهدف كتابة النصوص والسيناريوهات وغيرها. ويتجسد هذا الدعم بتخصيص ميزانيات أكبر للقطاع الثقافي وتعزيز التعاون الدولي؛ مِمَّا يسهم في نمو المقاولاتية الثقافية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024