رافع عنه الفنّان والباحث نور الدين سعودي:

بوعبد الله زروقي حارس ومجدّد الموسيقى الأندلسية

أمينة جابالله

احتضنت مؤسّسة فنون وثقافة بالمركز الثقافي مصطفى كاتب ندوة حول الموسيقى الأندلسية موسومة بـ «أندلسيات الجزائر العاصمة..نوبة المحروسة»، نشّطها الأستاذ نور الدين سعودي، حيث تناول فيها المسيرة الثقافية لرواد فن الطابع الاندلسي بالجزائر، وعلى رأسهم الفنان الراحل بوعبد الله زروقي، الذي بفضل جهوده أضحت الموسيقى الأندلسية اليوم على غرار الطبوع الأخرى محتفظة بصورتها وهيبتها عبر مختلف الفعاليات الموسيقية، حيث لم تكن بالنسبة إليه مجرد وصلات وفقط، بل اعتبرها روح مجسدة في تراث وطني يستحق أن يناضل من أجل إبقائها على قيد الحياة.

 استعرض الأستاذ نورالدين سعودي قائمة كبيرة من الأسماء البارزة في الموسيقى الأندلسية، التي عايشت شخصية يرجع إليها الفضل في إحياء الموروث الثقافي الموسيقى الاندلسي بأبعاده الحضارية وبطبوعه الثلاث العاصمي والتلمساني والقسنطيني، لاسيما ما تحمله من مزايا، ألا وهو بوعبد الله زروقي، الذي سخّر ماله وحياته في خدمة فن الصنعة الأندلسية.
وفي السياق، ذكر المتحدث أن بوعبدالله زروقي في أوائل الثمانينيات كان يملك أستوديو تسجيل خاص به بالأبيار بالجزائر العاصمة، وعلى مستوى ذات المقر كانت أولى خطوات الحملة الواسعة التي قام بها من أجل عملية إنقاذ هذا الموروث من خطر الاندثار، فلقد كان شغله الشاغل هو رصد كل ما يتعلق بهذه الموسيقى والاحتفاظ بها، وبالتالي تمكن من تسطير برنامج كان فيه احياء للموسيقى الاندلسية، والذي بفضله، يعيش أهل هذا الطابع اليوم في ظل تلك المجهودات المبذولة في الحفاظ عليه.
كما اعتبر نور الدين سعودي، أنّه يمكننا أن ننسب انتصار الموسيقى الأندلسية على الاندثار لبوعبد الله زروقي الذي رحل عنا في صمت سنة 2018، حيث كان يتمتّع بشخصية متواضعة هادئة تحب الاشتغال بعيدا عن الأضواء، وفي منأى عن الشهرة وهالتها، مضيفا أنه كان لديه درجة وعي عميقة جدا بالتراث المادي واللامادي، إذ كان يعمل بمنطق العالم المفكر الذي يستعمل المعطيات والبراهين، ويحلل التجارب ويسجل النتائج.
وشدّد المتحدث على الجانب العلمي الذي ينبغي أن يكون كقالب حقيقي لتعليم وتدريس وتلقين الموسيقى الأندلسية، ونادى بأنه بات علينا أن نخرج إزاء تعليم هذا الطابع من نطاق الطرق القديمة التي تتمثل في سماع الشيخ وتكرار التلميذ، كما قال «الموسيقى الأندلسية ترتكز على فن وعلم لاسيما ونحن نعيش في خضم المتغيرات الحديثة، ووفق متطلبات ما تعيشه مختلف ميادين الحياة، بما فيها الفن المعروفة بالتكنولوجيا والرقمنة».
للإشارة، ينتمي الفنان نور الدين سعودي إلى مدرسة الصنعة التي تتمركز في العاصمة، وهو دكتور في الجيولوجيا ومنظر في الموسيقى الأندلسية، وقد قام بمحاولات تجديدية في هذا الفن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024