«الألعاب الشّعبية بين الماضي والحاضر»

موروث لامادي بحاجة إلى التّدوين والتّوثيق

أمينة جابالله

قدّمت، أمس، محافظة التراث بالمتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية «قصر خداوج العمياء» حريشان بوحميدي نورة، محاضرة بعنوان «الألعاب الشعبية بين الماضي والحاضر» بفضاء النشاطات الثقافية بشير منتوري لمؤسسة فنون وثقافة؛ تناولت فيها مميزات الموروث الجزائري اللامادي المتداول عبر الأجيال، كما دعت من خلال اللقاء إلى ضرورة تدوين كل ما يتعلق بهذه الظاهرة الاجتماعية، وتوثيق رمزيتها التي تدخل في إطار الذاكرة الشعبية الجماعية.

 شرحت محافظة التراث بالمتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية نورة بوحميدي حريشان، عن طريق تقنية جهاز العرض على الحائط «داتاشو» جملة من الألعاب الشعبية التي يعود أغلبها الى القرن التاسع عشر، كما ركّزت من خلال ما قدمته على شاشة العرض، على أهمية هذه الممارسات الشعبية اللامادية في المجتمع الجزائري، والتي بالرغم من اختلاف تسميتها من منطقة إلى أخرى، إلا أنها ساهمت في إثراء وتنوع اللعبة في حد ذاتها التي غالبا لا تستند إلى قواعد، وذلك عكس ما هو متعارف عليه في بعض الألعاب البدنية والفكرية المشهورة عالميا.
كما عادت المتحدثة إلى دوافع ارتباط المجتمعات بالألعاب عموما، أهمها غريزة الإنسان وحاجته للعب، كما جاء على لسانها في هذا السياق: «دفعت غريزة الإنسان إلى ممارسة الألعاب، وبالتالي احكم توظيفها، والترويج لها»، مضيفة بأنه في الأصل يقوم اللعب على أسس جدية ولا يبنى على هدف، بل فقط يحتاج إلى فضاءات وجماعات وأدوات بسيطة التي من خلالها يكون اللعب ممتعا ومريحا»، ومن خلال عرضها للصور نوّهت بأن التراث الجزائري لا يخلو من هذه الألعاب التي تتميز بالبديهية والمرونة والقوة والحكمة، سواء كانت ألعاب فردية أو جماعية أو ثنائية، والتي تمارس في فضاءات واسعة وذلك باستعمال العصي أو الحبال أو الكرات..وغيرها من المواد التي تتطلبها لعبة ما.
وفي سياق متصل، تطرقت نورة بوحميدي حريشان إلى ما يهدد حماية هذا الموروث الشعبي اللامادي، والتي أسندته إلى عدم الاهتمام الكافي بهذا الجانب المهم من أصالة المجتمع، الذي تسعى إلى حمايته هيئات قليلة تعد على الأصابع، والتي لن تستطيع لوحدها الوقوف ضد التهميش والاهمال، أو كما قالت: «بالرغم من ضياع هذا الموروث الثقافي، إلا أنه ما زالت بعض الجمعيات تعمل على ترويج وممارسة هذه الأخيرة في نمط هواية، كجمعية الشريعة التي بقيت محافظة على بعض الألعاب التراثية الشعبية كـ «السيق»، «الجعلولة»، «لاماريل»، «السارسو»، «الرولمة» و»الزربوط»، لاسيما لعبة «الحبل» التي ما زال يمارسها الرجال في جبال الشريعة كنوع من إبراز القوة، وفي نفس الوقت ترفيه عن النفس في جو ملؤه المتعة والمشاركة والمنافسة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024