الطبعة الثانية لمهرجان إمدغاسن الدولي

«توك توك» و«كانيبال» يتوّجان بالدرع الذهبي مناصفة

باتنة: حمزة لموشي

أُسدل الستار على فعاليات الطبعة الثانية للمهرجان الدولي إمدغاسن للفيلم القصير، بتتويج الفائزين في المنافسة الرسمية بدرع المهرجان، الذي تنافس عليه 29 فيلما قصيرا ممثلا لـ24 دولة، من بينها الجزائر بالمسرح الجهوي باتنة الدكتور صالح لمباركية، وسط حضور مميز للجمهور وضيوف المهرجان والأُسرة الفنية الوطنية وفي أجواء بهيجة ميزها التنظيم المحكم.

افتك الفيلم القصير “توك توك” لمخرجه المصري الفنان محمد خيضر مناصفة مع فيلم “كانيبال” باللغة الأجنبية أو “آكل لحم البشر” بالعربية للمخرج رامين سماني من دولة إيران جائزة أحسن فيلم سينمائي قصير تسلما درع المهرجان الذهبي، الذي يرمز للملكة الشاوية ديهيا، حيث يتناول الفيلمان واقعا اجتماعيا تطرق فيه مخرج توك توك للتضحيات الكبيرة التي يقدمها سائق مركبة من أجل لقمة العيش، في حين تطرق المخرج الإيراني رامين سماني للصراع الكبير الذي يعيشه الإنسان في سبيل العيش في واقع مرير يفتقد كليا للمبادئ والأخلاق الإنسانية، حيث طغت سلطة المال والمادة على حساب إنسانية الإنسان.
كما تنافس الفيلمان الفائزان أيضا عن جدارة واستحقاق حسب لجنة التحكيم على جائزتي أحسن دور نسائي والتي كانت من نصيب الفنانة المصرية إلهام وجدي وأحسن دور رجالي للممثل الإيراني بهزاد دوراني وسط استحسان كبير لأدائهما من طرف الجمهور.
كما عادت جائزة أحسن إخراج للفيلم القصير “عود ثقاب” لمخرجه الفلسطيني محمود أحمد في حين فازت آمال لبليدي من الجزائر عن فيلمها “شبشاق ماريكان” ويوري سيسويف من روسيا عن فيلمه “الفائز” مناصفة بجائزة أحسن سيناريو.
أما جائزة أحسن مونتاج وتركيب سينمائي فحصلت عليها ستيلا ميث كيير عن فيلمها “بخير شكرا وأنت”، لتعود جائزة لجنة التحكيم للمخرج السوري ميار النوري، وهو ابن الفنان القدير عباس النوري، عن فيلمه القصير “المعركة الأخيرة”.
وبالعودة إلى فعاليات هذه التظاهرة الدولية فقد شارك فيها مجموعة من الفنانين من الوطن العربي وعدة دول أجنبية يتقدمهم النجوم أحمد بدير من مصر وعباس النوري ونزار أبو حجر من سوريا، إلى جانب عدد كبير من الفنانين الجزائريين كالنجمة بيونة ومليكة بلباي وجعفر قاسم وغيرهم، استحسنوا المهرجان وبرنامجه متعهدين بالمشاركة السنوية فيه مستقبلا كلما وجهت لهم الدعوة.
كما تخلل المهرجان بحسب محافظه الفنان عصم تعشيت برنامج ثري تضمن عدة دورات تكوينية وورشات عمل في مجال السينما للمهتمين بها من طلبة وفنانين، إضافة إلى العديد من الجولات السياحية لمختلف المعالم الأثرية والمواقع التاريخية بولاية باتنة، على غرار مدينة تيمقاد وشرفات غوفي وضريح إمدغاسن النوميدي الملكي، الذي يحمل المهرجان اسمه.
ونشير إلى أن المهرجان نظم تحت رعاية الوزير الأول وبإشراف من وزيرة الثقافة ووالي الولاية، ساهم في تفعيل الحركة الثقافية والسياحية بالولاية، ليكون بذلك الحدث الثقافي الابرز منذ سنوات بمنطقة الاوراس ككل، نظرا للتحضيرات الكبيرة التي سبقته، خاصة وأن الدرع الرسمي للمهرجان، يتعلق بالملكة الشاوية ديهيا ويتكون من مادة الطين على شكل مجسم بالأريزين، وهو مادة صلبة مخصصة لصناعة المجسمات والدروع.الدرع الرسمي تحفة تمثل عراقة المنطقة وشهرة الملكة ديهيا، التي كانت رمزا للنضال ولقوة وشجاعة وجمال المرأة الأوراسية من خلال ارتدائها لزي “الملحفة” المرصع بحلي شاوية أصيلة وعريقة، يزينها أيضا برنوس على كتفيها ويلفها في أسفل رجليها، مع حرصها على وضعه عمامة على رأسها، كرمز للحرمة، زادها جمالا حمل الضريح الملك النوميدي “إيمدغاسن” في يدها اليمنى ورفعه إلى السماء، أما اليد اليسرى، فيزينها سيف بتار شاوي للذود عن حرمة المنطقة والدفاع عن تاريخها المجيد.
 عن سبب اختار دهيا لتكون درعا للمهرجان فأكد تعشيت رغبته في تكريم هذه الشخصية التاريخية الفذة التي لم تنل حقها الوافر من التكريم، ولم يتطرق لتاريخها الحافل الكثير من الناس، بالرغم من أنها كانت امرأة بقوة المئات من الرجال يضيف محافظ المهرجان، كما اعتبر مؤسس المهرجان أن احتضان باتنة للمهرجان السينمائي الأول من نوعه للأفلام القصيرة في الأوراس، هو تحويل المنطقة إلى قطب سينمائي وطني ودولي بامتياز.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024