لوحاتي مستوحاة من الواقع وتجسد البيئة الصحراوية
لازال التكوين الأكاديمي والموهبة يصنع الجدل في مختلف المجالات ويبرز ذلك أكثر في الفنون، إلا أن الكفة في الكثير من الأحيان تميل إلى ضرورة صقل الموهبة بالتكوين، وهو ما استقر عليه الفنان التشكيلي نابغ عز الدين، أحد الفنانين الشباب بولاية أدرار، بدأ مسيرته منذ الصغر وساعدته منصات التواصل الاجتماعي على الإبداع أكثر كما حفزه جمهوره للسعي لتطوير موهبته، فالتحق بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة «محمد خده» بمستغانم لتلقي تكوينه في تخصص الرسم الزيتي.
- الشعب: عندما نتحدث عن الفن التشكيلي نقصد مجالا واسعا ومدارس متعددة مع كثير من الألوان المعبرة، ما الذي يعبر عنه بالنسبة لك؟
عز الدين نابغ: الفن هو تعبير وإحساس ينبع من داخل الفنان في تصوير للواقع أو الخيال، أما من حيث المدارس فأنا متأثر بالمدرسة الكلاسيكية وهي مدرسة جميع الناس، والتي تعتمد على نقل الواقع بتفاصيله وهنا يكمن الجمال الفني بالنسبة لي، ومن ناحية الألوان فإني أرى بحر الألوان واسع جدا ولكل لون دلالاته، ولكن غالبا ما أميل إلى اللون البني والأسود وأصبح البعض يعرف أعمالي من خلال هذين اللونين.
- لديك العديد من اللوحات التي ترسم الطبيعة وتصف جغرافيا المكان والوجوه وتضاريسها أيضا، ما الذي يدفعك لاختيار موضوع لوحاتك؟
في الحقيقة بما أنني أدرس الفن على الطريقة الأكاديمية، فهناك مواضيع مختارة من طرف الأستاذ ومواضيع حرة، المواضيع الحرة خاصتي غالبا ما تكون مستوحاة من الواقع ومن البيئة التي أعيش فيها وهي البيئة الصحراوية التي تحمل انعكاسا لثقافاتنا وحضاراتنا وظروفنا المعيشية.
- ما هي أكثر المواضيع التي تشدك لتلجأ للريشة والألوان؟
بصراحة لم أجد تفسيرا لما يدفعني للجوء لممارسة الفن، فأنا دوما أجد نفسي أحمل ريشتي وأقلامي وألواني في جميع انفعالاتي وظروفي الشخصية، أحس أني مجبر على ممارسة الفن بشكل دائم، من أجل التعلم وكسب الخبرات، أحيانا أعمل لساعات طويلة إذا كان الجو ملائما وخاليا من الضغوطات.
- قلت إن منصات التواصل الاجتماعي ساعدتك في صقل موهبتك وحفزتك على الالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة، كيف ذلك؟
في صغري عندما أحمل قلما أو أي أداة كتابة إلا وكان الميل بها إلى الرسم والتخطيط وكان ذلك يثير قلق الوالدين خوفا من تضييع دراستي والتهاون في مراجعة دروسي وواجباتي، مررت بهذا الحال إلى سن 18، من ثم فتحت حساب فيسبوك وبدأت اطلع على أعمال الفنانين وأقلدهم وأنشر كل محاولة وأجد إعجابا كبيرا وتحفيزا من جمهوري وهكذا حتى عام 2019، أين قررت الالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة بمستغانم لصقل موهبتي وتطويرها، ومن خلالها اكتسبت الكثير وتحصلت على شهادات التفوق في دفعتي وأطمح لاكتساب المزيد من المهارات والخبرات الفنية.
- بالإضافة إلى الموهبة يعد التكوين مهما أيضا؟
لم أندم على التحاقي بمدرسة الفنون وإنما ندمت على تأخري في اتخاذ هذا القرار مبكرا، اكتشفت أن التكوين الفني، يعد أهم عامل لصقل المواهب كما شكل بالنسبة لي حافزا كبيرا للوصول إلى الهدف وتحقيق نتائج في أسرع وقت وباحترافية، بالتكوين الأكاديمي يمكنك أن تصحح أخطائك وتتفادى أخطاء الآخرين، كما يتيح التكوين المتخصص برأيي الوقت والمكان والأشخاص المناسبين لممارسة الفن والظروف والمحيط المساعد على الإبداع أيضا، أي أنك تعيش هذه المدة وسط أسرة فنية، كما يوفر لك عدة قراءات للفن وتخصصاته وجمهورا فنيا متخصصا بامتياز لتقييم لوحاتك، لذلك أنصح كل من أتيحت له فرصة التكوين أن لا يضيعها ويحاول أن يستفيد أكثر وأكثر.
- وما هي أكثر لوحاتك التي تعتبرها صنعت الفارق، وما هي مواضيعها؟
في الواقع أنجزت عدة لوحات مختلفة الأحجام والتقنيات وكل عمل يشعرني أنه أفضل من سابقه وأكثر اللوحات التي أعتبرها تصنع الفارق في مساري الفني هي لوحة «بورتريه الفنان الراحل عثمان بالي»، وكذلك لوحة «سفر على الإبل» ولوحة «بورتريه خالي»، هذه اللوحات من خلالها أصبح لي صدى كبير في مشواري الفني، وعلى العموم من وجهة نظري أرى أن الجمال الفني يتمثل في نقل الواقع، خاليا من الغموض والخيال وما أميل إليه في تجسيد لوحاتي هو مبدأ الإنسان ابن بيئته، لذلك تضمنت لوحاتي كلها مواضيع تخص البيئة الصحراوية.
- هل لديك مشاركات في مسابقات أو معارض، وما أهميتها في تكوين الفنان وتعزيز التجربة؟
نعم شاركت في عدة معارض وتظاهرات فنية ولم تكن هذه المشاركات بهدف الترفيه، بالنسبة لي أرى أن أهميتها تكمن في التعريف بنفسك والخروج إلى الساحة الفنية وأنت تتحمل مسؤولية ما تحمله من رسالة فنية للمتلقي، تسمح هذه المعارض بزيادة الوعي الفني ورفع مستوى الذوق العام للفن، وبث روح المنافسة بين الفنانين واكتشاف المواهب الجديدة وتعلم التحليل الفني والنقد، بالإضافة إلى الاحتكاك بفنانين من مختلف المستويات وتعد فرصة لمناقشة المواضيع والقضايا التي تخص هذا الجانب.