وقفات مع التراث اللامادي للقبائل الساحلية

يوم دراسي يقتفي أثر موروث مهدد بالزوال ببومرداس

بومرداس: ز./ كمال

احتضنت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية عبد الرحمان بن حميدة لولاية بومرداس بالتنسيق مع مخبر التاريخ المحلي والذاكرة الوطنية والمقاربات الجديدة لجامعة البويرة، يوما دراسيا حول موضوع «التراث اللامادي للقبائل الساحلية أو السهلية»، بمشاركة عدد من الأساتذة االباحثين المتخصصين في الدراسات التاريخية والاجتماعية الذين تناولوا أهم مميزات التراث المحلي ورموزه المجسدة في مختلف الإبداعات اللسانية والتصويرية، العادات وأساليب التواصل في الحياة اليومية..

بعد ملتقى بومرداس، الإنسان، الذاكرة والمجال الذي حاول الغوص في أهم الخصوصية الثقافية والفكرية للمنطقة وحتمية الاهتمام أكثر بالجانب التاريخي وإبراز الشخصيات والأسماء الفاعلة في مسيرة النضال الوطني وثورة التحرير، سطرت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لقاء فكريا آخرا بمناسبة شهر التراث ركز هذه المرة على جانب مهم يتعلق بالموروث الثقافي المحلي الشفهي أو اللامادي الذي يشكل جزءا مهما وأساسيا من تاريخ الولاية وتنوعها الثقافي، الذي يبقى بحاجة إلى تثمين وحماية حتى يستمر عطائه وحضوره مع تعاقب الأجيال.
هذه الإشكالية أو المشروع الحضاري يبقى بحسب الأستاذ والباحث بمخبر التاريخ المحلي لجامعة البويرة نسيم حسبلاوي، من أهم التحديات التي تواجه الطبقة المثقفة والمختصين في مثل هذه الدراسات بالنظر إلى أهمية المنطقة المعروفة تاريخيا بالقبائل الساحلية أو السهلية التي تشمل أيضا ولاية بومرداس وبكل ما تمثله من خصوصية ثقافية واجتماعية في جانب التراث اللامادي، من حيث العادات والتقاليد ومختلف الأنشطة الممارسة يوميا وحتى أساليب التواصل والحكايات الشفهية، وكل هذا الزخم التاريخي والموروث الحضاري يحتاج إلى اهتمام أكثر وعناية من قبل الباحثين والمؤسسات المختصة لحمايته من الزوال.
من هذا المنطلق، جاء اليوم الدراسي ليعالج إشكالية أساسية تتعلق بأهمية التراث اللامادي للمنطقة وسبل التعريف به من قبل الباحثين، الذين قدموا عدة دراسات ومحاولات لجمع شتات هذا الموروث الثقافي الذي يبقى، بحسب المتدخلين يشكل جزءا مهما من تراثنا الثقافي والفكري الزاخر والمتنوع بكل مكوناته، التي تميز التنوع الحضاري الكبير الذي تتميز به الجزائر.
وقد شهد الملتقى الذي حاول الغوص في العمق التاريخي لمنطقة بومرداس أو القبائل الساحلية ومدى إسهاماتها في إثراء المورث الثقافي والاجتماعي الجزائري، في شقه المادي واللامادي الذي يبقى جزأه الأكبر غير مدون ومعرض للاندثار مع الزمن، عدة مداخلات مشابهة من حيث الإشكالية والأهداف الأكاديمية والبحثية، منها مداخلة تناولت الحياة الاجتماعية للقبائل الساحلية من حيث الأمثال الشعبية، السلطان في الحكاية الشعبية دراسة سوسيولوجية، التراث الشفوي القبائلي وإسهاماته في بناء الهوية الوطنية وغيرها من المواضيع الأخرى التي اختيرت لهذا اليوم الدراسي الذي يسعى لنقل الموروث المشترك من الحكايات المتواترة إلى التسجيل والتدوين العلمي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024