قارن بينها وبين أشهر الأعمال الكلاسيكية

واسيني الأعرج ينتهي من كتابة «أوبرا حيزية»

أسامة إفراح

كشف الأديب واسيني الأعرج عن انتهائه من تجهيز «ليبريتو» أو كتيب خاص بأوبرا حيزية. وسرد واسيني قصة كتابة هذا الكتيّب، قائلا إنّ الاقتراح جاء من قائدين سابقين للأوركسترا السيمفونية الوطنية، ويتعلق الأمر بكلّ من المايسترو عبد القادر بوعزارة والمايسترو أمين قويدر، وأكّد واسيني أنّه، وإن تردّد في إنجاز المشروع حينها، فإنّه قد انتهى فعلا من الكتيّب الذي ينقسم إلى فصول أربع.

 انتهى الأديب والأكاديمي واسيني الأعرج من ليبريتو (كُتَيَّب) أوبرا حيزية، حسبما كشف عنه في صفحتيْه الخاصتين للتواصل الاجتماعي. أكثر من ذلك، عاد واسيني إلى نشأة هذه الفكرة، حينما قال: «حدث قبل سنوات قليلة عندما اتّصل بي الصديقان، الموسيقيان الكبيران المايسترو عبد القادر بوعزارة، والمايسترو أمين قويدر، واقترحا عليّ التفكير في كتابة أوبرا حيزية».
وأضاف واسيني «لا أدري لماذا استحضرت تلقائيا الفكرة التي كانت قد اقترحت عليّ في 2004، في الذّكرى الخمسين لاندلاع الثورة الجزائرية، لكتابة أوبرا كبيرة عن الثورة الجزائرية. بعد أقل من شهر اعتذرت. فقد كان الحدث أكبر مني. ثم أن جماعة (التطبال والتزمار)، اجتاحوا المناسبة التي لم يعد لها أي معنى فني».   
وواصل واسيني: «شرّفني الصديقان عبد القادر وأمين بمقترحهما. قلت بعفوية وقتها، المشروع جميل، سأفكر فيه جديا. وافترقنا على هذا بمحبة..كنت غارقا وقتها في رواية حيزية بين سفر وسفر».
وحسب واسيني، فقد فكّر طويلا، ثم انعزل في أوقات فراغه، لقراءة كتيّبات Livret Libretto أوبرا كارمن، عايدة، روميو وجولييت، السيدة بترفلاي، نورما، البوهيمية، وغيرها، ووجد أنّ ماساة حيزية لا ينقصها شيء من هذه الشخصيات التراجيدية التي كانت موضوعا للأوبرا. وكان الأعرج يشعر أن في روح كارمن وغيرها، شيئا من آلام حيزية.
ليعلن صاحب «الأمير» أنّه انتهى من تجهيز الليبريتو أو الكتيب الخاص بأوبرا حيزية، التي جاءت في أربعة فصول مستوحاة من رواية «حيزية»، فصول عرضها واسيني بكثير من التفصيل:
فصل أوّل يعود بنا إلى القرن التاسع عشر. القبيلة في حالة فرح بعد هزيمة الفرنسيين وعودة فرسان القبيلة السبعة من الموقعة منتصرين. الكورس يحكي تفاصيل الموقعة. والفرسان السبعة أيضا.
أما الفصل الثاني فتظهر فيه القبيلة في استعدادها للرحيل، وبدء قصة الحب بين محمد بن قيطون وحيزية. ظهورهما في المشهد تحت النخيل وهما يتبادلان الحديث المفعم بالحب، من خلال الغناء. وتقص عليه كيف أعجبت به، وكيف أحبته على الرغم من الرقابة. وكيف أنّها رفضت سعيد لأنه يعمل في الإدارة الفرنسية.
تدور أحداث الفصل الثالث في ديكور جديد في المدينة. القبيلة تبيع التمور وكل ما تحمله معها من منتجات زراعية، وتشتري ما تحتاجه من أسواق الشمال الشعبية الواسعة. بينما تلتقي حيزية بابن قيطون سريا. ابن قيطون يقول شعرا في حصانها، وترد عليه بنفس الإيقاع بأنّه ليس حصانا، ولكنه حبيبها الذي يحس بكل آلامها. تحكي غنائيا عن حالتها مع العائلة والرقابة المضروبة عليها، وتقرب سعيد من والدها ليخطبها منه لكنها ترفضه. ابن قيطون يعدها بالزواج فور العودة إلى سيدي خالد من الرحلة الأخيرة.
تدخل شخصية خالتها لتذكرهما بحمايتها، ولكن يجب الحذر من زوجها العقيم. شخصية قبيحة يهدد بإفشاء سر علاقتهما. علاقته بسعيد جيدة.
أما الفصل الرابع والأخير، فهو ذاك الذي تتجدد فيه الحالة المأساوية. القبيلة تعود إلى أرضها. تستقر في وادي إيتل. حيزية تدّعي أنها مريضة تهرب نحو حبيبها. ترسم في غنائها حالتها وحملها، ويخبرها بمأساته لأن والدها رفض تزويجها له لأنها موعودة لتاجر كبير. الفرسان السبعة ينتظرون عودة ابن قيطون للالتحاق بالحرب. ابن قيطون ينتظر مجيء حيزية لكنها لا تأتي.
الظلام يلف المكان، فجأة يسمع صوتا يقطع جنح الليل، صرخة الخالة التي تأتي باتجاهه وتروي بقية القصية لابن قيطون. كيف ماتت ماتت في الوضع. يحتج. يغضب. يصرخ. تقول له الحقيقة أنها ماتت مسمومة من العائلة درءا للفضيحة. وأنّ حصانها أيضا مات حزنا على سيدته. يأتي سعيد بلباس عسكري يقص قصته وغيرته وحقده على ابن قيطون، ويحمله مسؤولية موتها..بينما ينشد ابن قيطون مأساته ويلتحق بالفرسان الستة، ويغيبون داخل المشهد مع قصيدة حيزية.
وإذا كان واسيني قد كتب نصّ الأوبرا، فإنّ «حيزية» تنتظر من يلحّنها..فهل سيأتي يوم نشاهد فيه هذه الفصول الأربع على الركح؟

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024