لتعزيز النّظرة الاقتصادية للتّراث

المطاعم التّقليدية..نموذج للمقاولاتية في الثّقافة

ورقلة: إيمان كافي

شكّلت المقاولاتية في قطاع الثقافة موضوع محاضرة قدّمها في إطار فعاليات الاحتفال بشهر التراث الثقافي، الدكتور حمزة بن قرينة بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، واختار المتدخل المطاعم التقليدية نموذجا، كما كانت فرصة لفتح باب النقاش مع الحضور من ممثلين عن قطاع الثقافة والسياحة وأساتذة مختصين في مجال الفندقة والسياحة وطلبة ومهنيين، ومهتمين بهذا المجال.

 انطلق الدكتور حمزة بن قرينة في مداخلته من أهمية وثقل السلع الثقافية، مقارنة بالسلع الاقتصادية التي تتهالك بكثرة الاستعمال في مقابل الثقافة والمعلومة التي تعد موارد كلما استغلت كلما زادت قيمتها.
وأبرز المتحدث قيمة النظرة الاقتصادية في قطاع الثقافة الذي كان ينظر له على أنه قطاع غير منتج، غير أن العديد من الأنشطة الثقافية التي اتخذت وجهة اقتصادية أنتجت ما يسمى بالمقاولة الثقافية.
وعرج في هذا السياق على تعريف المقاولة الثقافية، مشيرا إلى أنّه كل شخص معنوي يقوم بتسويق منتج أو خدمة ثقافية، من خلال انخراطه في منطق اقتصادي سوقي ربحي، وذكر المتحدث أنّ رجل الأعمال الثقافي والإبداعي يشير إلى مفهومين وهما المقاولة + الثقافة والإبداع، مؤكدا أن في هذه الحالة الشغف هو الذي يقود إلى خلق العوامل الخارجية الايجابية لهذا النشاط، سواء ما تعلق بالسياحة والتعليم والتنمية المحلية والابتكار المجتمعي والتكنولوجية، كما تطرق لأهمية التعاونيات في هذا المجال، وقال إنّ أول تعاونية أنشئت كانت من تأسيس الفنان المرحوم عبد القادر علولة.
وأكّد خلال انطلاقه في الشروحات المقدمة حول مشاريع المطاعم التقليدية كنموذج للمقاولاتية في القطاع الثقافي، على أن المناسبات المحلية كانت مساهمة في خلق جو ترويجي لهذه الثقافة.
ومن بين هذه المناسبات المحلية، مهرجان ألوان الربيع بتمنراست، موسم تاغيت أو مهرجان التمر في بشار، مهرجان تيمقاد ومهرجان الفخار وغيرها.
وذكر أنّ حوالي 8 آلاف مطعم تقليدي ينشط في الجزائر، مشيرا إلى أن هناك ديناميكية كبيرة في هذا القطاع، حيث يسجل هذا النشاط تزايدا من سنة إلى أخرى، إذ أنّ أكثر من 3 آلاف مؤسسة ظهرت خلال السنوات الأخيرة، معتبرا أنّ تثمين هذه الحركية  يتطلب تنظيم هذا القطاع، والذي سيسمح بتطويره أكثر.
وأشار في هذا الصدد إلى أن هناك مرسوم تنفيذي 2019 لتحديد وتنظيم نشاط المطاعم السياحية وهي مطاعم بها مرافق ومعدات، تتوافق مع مستوى معين من الراحة والخدمة، وتهدف إلى تزويد العملاء بوجبات من أي نوع مع أو بدون ترفيه.
وتطرّق الدكتور بن قرينة إلى أهمية الإطعام التي تشكل نسبة 30 في المائة من مصاريف السائح، مشيرا إلى أن تطوير نشاط المطاعم التقليدية خاصة من شأنه أن يشكّل عاملا مهما في الحفاظ على التراث الثقافي من جهة، وتحقيق تنمية السياحة المستدامة من جهة أخرى، فتطوره يعني زيادة في الإنتاجية وتوسع الاستثمار، وبالتالي خلق مناصب شغل، مما ينعكس تلقائيا على تنمية الزراعة والحرف، ويساهم في تطوير البنية التحتية السياحية وجلب الثروة.
كما قدمّ الدكتور بن قرينة نصائح حول خطوات فتح مطعم، وهي البحث في سوق المطاعم أولا، ثم التركيز على سوق التموين الجزائري والهيكل القانوني للمطعم، وتقييم الاحتياجات البشرية والمادية وجمع التمويل اللازم لفتح مطعم، وكذا البحث عن موقع مناسب للمطعم، كما عرج على ضرورة أن يكون عمل المطعم مجديا من الناحية الفنية، ويلبي توقعات السوق ويتميز عن العروض المنافسة الحالية والمستقبلية، ناهيك عن أن يكون مجديا اقتصاديا بالضرورة.
من جانبه، البروفيسور رمزي صياغ المختص في دراسات المقاولاتية، أكد على أن المقاولاتية أضحت تأخذ المكانة التي تستحقها، بفضل تحول قناعات الإنسان، وهو ما يتطلب وقتا لتطور المجتمعات، مشيرا إلى أنه يطمح لأن تكون أكثر فعالية في الجزائر، مضيفا أنه كلما كانت المبادرات كلما كانت الفرصة لإنشاء المؤسسات ودعم الحركية وتوفر الوظائف.
المحاضرة كانت فرصة بالنسبة لبعض المهتمين والمختصين وأصحاب المشاريع لطرح بعض العراقيل التي تواجه إنشاء هذا النوع من المؤسسات وإطلاق هكذا مشاريع، وفي نفس الوقت عرض بعض التجارب الناجحة التي استطاعت تحقيق خطوات لابأس بها على أرض الميدان وفي عدد من الولايات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024