إثر رحيل الشّاعرة أمينة ميكاحلي

كتّاب وأدباء يرثون الفقيدة ويثنون على مسارها الأدبي

نور الدين لعراجي

فقدت السّاحة الثّقافية، أول أمس، الشّاعرة الجزائرية أمينة مكاحلي عن عمر ناهز الخامسة والخمسين سنة بعد معاناة مع المرض الخبيث، أنهى مسار الكاتبة والمترجمة إلى الأبد، حيث ظلّت الفقيدة تكتب دون توقّف وتترجم آلامها إلى حروف وكلمات، كأنّها كانت في سباق مع الزمن، شعارها التحدي من أجل البقاء، إلى أن صعدت روحها إلى بارئها، وبقيت الكلمات شاهدة على معاناة مبدعة تخطّت بأشعارها حدود الخوف من المجهول.
 
تلقّى المشهد الثقافي الجزائري كتابا وأدباء نبأ نعي الكاتبة أمينة مكاحلي بكثير من الصدمة التي عبروا عنها من خلال مناشير تصدّرت صفحاتهم الافتراضية، حيث أبرقت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي فور تلقيها الخبر تعازيها إلى الأسرة الأدبية وعائلة المرحومة، وأكّدت في ذات الصدد «أنّ الفقيدة قدمت الكثير للساحة الأدبية والثقافية الجزائرية، وحتى العالمية من خلال كتاباتها الشعرية، فقد فازت في سنة 2017 بالجائزة الدولية للشعر «ليوبود سيدار سنغور» عن شعرها «أنا منك»، وفي 2018 عن مجمل عملها، ثم في 2019 عن شعرها «شفتان دون طابع بريدي».

 الكاتبة صليحة لعراجي: نعم السّفيرة لوطنها الذي أحبّته بعمق

من جهتها، أكّدت القاصة صليحة لعراجي في تصريح لـ «الشعب»، أنّ صديقتها الراحلة أمينة ميكاحلي  «كانت صاحبة الأوسمة والجوائز، ظلّت حاملة لواء الرواية والقصة والشعر والترجمة إلى أبعد حدود، فكانت نعم السفيرة لوطنها الذي أحبّته بعمق، وكان أول لقاء جمعهما خاصا جدا وحميميا في مفترق الطرق بين حديقتين أو بين سطرين أو بين كلمتين فتمّ التآلف، وما كان لروحينا إلا أن تتآلف في حضرة الشعر والرواية لينشأ بيننا ود جميل ومحبة صادقة وتواصل هادف».
وعادت الشاعرة صليحة لعراجي بذاكرتها إلى لقاءات أدبية جمعتها بالفقيدة، خاصة في ملتقى «راماج الأدبي» رفقة نخبة من الكاتبات الجزائريات، مشيرة «كان استقبالها لنا خرافيا، فتعالت الضحكات فرحا باللقاء كانت يومها شهرزاد الأسطورة توزّع الابتسامات، وتنثر الأحلام هنا وهناك، بموتها افتقدنا كاتبة من طراز كبير ولا عزاء لنا سوى ذاك الدفق الغزير، المحاط بالدهشة والجمال المتأرجح بين يقظة الحلم أو حلم اليقظة شعرا ونثرا يمتد امتدادا غير مسبوق في الزمن اللامحدود، وقدرها أن ترتاح الآن بعد معاناة من آلام سببها المرض العضال، ويكون صبرها بجنة عرضها السموات والأرض، ما أصعب الفقد..وداعا أمينة ميكاحلي».

الشّاعر نبيل نوي: وهران ستفتقدك كثيرا وأحبابك وقرّاؤك أيضا

من جهته، وصف الشاعر والإعلامي نبيل نوي وفاة الشاعرة أمينة مكاحلي بالفقدان الكبير، وكتب على صفحته الرسمية «خبر محزن جدا صبيحة هذا اليوم، برحيل الشاعرة الرقيقة المدهشة، وهران ستفتقدك كثيرا وأحبابك وقرّاؤك يا أمينة، أنت الموغلة في الرقة والبهاء حزين جدا من أجلك، صدمني رحيلك المفاجئ أنت أيضا، بعد آخر نص لك اختلفت قراءتي له اليوم، كان نص وداع ولم نع ذلك نحن حين قرأناه ولا أنت ربما».

توّجت بعدّة جوائز دولية وترجمت أعمالها إلى لغات العالم

 للإشارة، ترجمت الأعمال الشعرية للراحلة إلى عدة لغات عالمية مثل الإنجليزية، الإيطالية، الرومانية، الصينية، الاسبانية وحتى الكورية، حيث دأبت الفقيدة على إقامة علاقات دولية مع كتاب وأدباء من شتى أنحاء العالم، على غرار الولايات المتحدة الأميركية واسبانيا، وظل التواصل معهم افتراضيا وحضوريا في ملتقيات شاركت بها ومثلت الجزائر أحسن تمثيل، وسبق وأن نشرت بعض من أعمالها في عديد الأنطولوجيات، على غرار ما قامت به الشاعرة «سينزيا دامي»، التي ترجمت مجموعتها القصصية «حصى الصمت الصغيرة» إلى الايطالية. كما توّجت خلال مسيرتها الأدبية بعدة جوائز دولية لعل أبرزها نيلها جائزة الشاعر السنغالي «سنجور الدولية»، بمدينة ميلانو الإيطالية.  
للتذكير، سبق وأن أصدرت الكاتبة أمينة مكاحلي عدة أعمال كلها باللغة الفرنسية من بينها روايتان هما «سر لا جيريل»، ثم «نوماد برولانت»، أما في الكتابة القصصية فنشرت «الأفيال لا تموت من النسيان»، «الرحالة المحترق « سنة 2017، كما أنها خاضت تجربة الكتابة عن اللوحة في كتاب مع المصور ناصر وضاحي تحت عنوان «تيارت، خيول وأساطير».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024