تسلط الضوء على تطور الإنسان بشمال إفريقيا

أوماسيب تكشف التراث المجهول لجزائر ما قبل التاريخ

حبيبة غريب

يسلط كتاب «جزائر ما قبل التاريخ، تراث مجهول» للدكتورة والأستاذة الجامعية المتخصصة في علم ما قبل التاريخ ومنطقتي المغرب العربي والصحراء جينات أوماسيب، الضوء على كنوز الجزائر الأثرية، التي تحكي تاريخ تطور الإنسان وتأقلمه مع محيطه منذ أكثر من 2 مليون سنة.
اعتمدت د. جينات اوماسيب في صياغة صفحات كتابها 161 على الدراسات الكثيرة التي تتناول الآثار التي خلفها الإنسان الأول في عصر لم يكن للكتابة وجود بعد. وقدمت تسلسلا للأحداث التي تحكي عن تطور انسان شمال إفريقيا، انطلاقا من مرحلة الوجود، وصولا إلى ثقافات العصر الحجري الحديث، وأيضا تعبيره عن مختلف محطات حياته من خلال النقش على الحجر، صناعة مستلزمات معيشته، تم الرسم بعد أن طور من مهاراته اليدوية وحسه الفني.
المتصفح للإصدار من نوع الكتب الفنية، يسافر عبر صفحاته انطلاقا من منطقة سطيف والحفريات التي أدت إلى اكتشاف أقدم الأدوات التي استعملها الإنسان، ثم تقوده الرحلة إلى معسكر فولاية تبسة، أين يوجد تعاقب متواصل لكل مراحل الحياة، أي منذ عصور ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا.  وتستمر المغامرة ببجاية مع التركيز على التقلبات المناخية التي دفعت بالإنسان الأول إلى الترحال نحو الشريعة وتيارت وقسنطينة ووهران وانتقاله إلى تربية المواشي والزراعة.
ويعرّف الإصدار بالمناطق التي تحتوي على أقدم الآثار التي تدل على تواجد الانسان بها منذ القدم، وبالأخص الحوض الأثري لعين الحنش قرب مدينة سطيف، أين تم اكتشاف أثار تعود الى 2.4 مليون سنة. كما عرجت خلاله الباحثة على آثار العصر الحجري القديم التي خلّفها الإنسان بمنطقة  تينزواتين ورقان وحوض الخربة قرب سطيف أو المنصورة قرب قسنطينة.
وإلى جانب الدراسات ونتائج الحفريات حملت جينات أو ماسيب ما عبرت عنه «الحصى المنقوشة على الجهتين» من معلومات ودلائل عن تطوير الإنسان للصناعات  البدائية، وفق ما وجد من آثار في مناطق تيارت وقسنطينة وبني عباس والأهقار وحوض تيغنيف بمعسكر ونقاوس بباتنة.
كما يستعرض الإصدار مسار تطور البشرية عبر مختلف مواقع الوجود البشري بشمال أفريقيا، مع تحديد بالتفصيل لمختلف العصور أو ما يسمى بثقافات العصر الحجري الحديث لشمال إفريقيا. وتذكر الباحثة هنا: «العصر الحجري الحديث الساحل - السودان» و»العصر الحجري الحديث التلي» و»العصر الحجري الحديث وعادات بحر القزوين».
ومن جهة أخرى، سلطت الكاتبة الضوء على تأثير التغيرات المناخية والظروف الطبيعية الحيوانية والنباتية لبعض مناطق الجزائر، في الفترة الممتدة إلى غاية 2500 سنة خلت على تطور الإنسان وانعكاسها على نشاطاته وحياته الاجتماعية وانتقاله من نمط الترحال والصيد وجمع الثمار.. إلى السكن المستقر واستعمال الزراعة وتربية الحيوانات، كما بدأ في تحسين لباسه واعتماد الحلي والتمارين وممارسة الرسم والنقش والوشم والطقوس الدينية والسحر.
للإشارة، كتاب «جزائر ما قبل التاريخ، تراث مجهول» الصادر باللغة الفرنسية عن الوكالة الوطنية للنشر والإشهار والاتصال «ANEP» هو آخر مؤلف للدكتورة جينات أوماسيب التي تشغل منصب مديرة البحوث بفرنسا.
وجاء هذا الإصدار الجديد  ليعزّز سلسلة المؤلفات والإصدارات المتخصصة التي تحمل اسمها، نذكر منها «كنز الأطلس» (1986)، «التسلسل الزمني للفن الصخري في الصحراء وشمال افريقيا» (1993) و»الصحراء ما قبل التاريخ ومحيطها» (2002).

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024