مباركي سعدي بيه:

علـى الإعـلامي أن يكـون مثقّفـاً

تندوف: علي عويش

قال مباركي سعدي بيه، رئيس مكتب بيت الشعر الجزائري بتندوف، إن المشهد الثقافي في الجزائر شهد حراكاً كبيراً صنعته النخبة المثقفة، من روائيين وشعراء وأكاديميين، أبدعوا في إثراء المكتبة الوطنية بمئات العناوين الجديدة، وتنظيم العديد من المنتديات والملتقيات الوطنية بعد فترة ركود نتجت عن وباء كورونا، مضيفاً بأن هذا الحراك الثقافي والأنشطة الثقافية والعلمية التي رافقته لم يحظى في كثير من الأحيان بتغطية إعلامية لائقة، رغم مشاركة أسماء بارزة في المشهد الثقافي الوطني في فعاليات هذه الأنشطة.

 أعرب سعدي بيه عن أسفه لتركيز بعض وسائل الإعلام في نقلها للأحداث الثقافية على الافتتاح الرسمي لهذه الأنشطة، وبعض الكلمات الرسمية وتجاهلها للحدث ذاته، في حين تذهب بعض الأوساط الإعلامية إلى وضع الثقافة ومكوناتها في الخانة الأخيرة من قائمة أولوياتها، مشيرا إلى أنه فعل يدل على التخلف الذي نعانيه، لأن الأمم التي لا تؤمن بثقافتها ولا تضعها في مكانها المناسب هي أمم حري بها وضعها في ذيل الترتيب الحضاري، وهذا الواقع ـ يقول المتحدث - هو حقيقة متجسدة اليوم أمامنا، دفعت بالكثيرين إلى اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تسليط الضوء على الأحداث الثقافية التي تجرى بعيداً عن عدسات الصحفيين.
ويضيف المتحدث أنّ بعض وسائل الإعلام الوطنية قد بلغت درجة كبيرة من الاحترافية والمصداقية في نقلها للأنشطة الثقافية، يدفعها في ذلك إيمانها المتجرد بالفعل الثقافي، وبدور الثقافة في نشر فكر الأمن والاستقرار وتوعية الفرد والمجتمع، مشيراً إلى أن درجة الاهتمام بالفعل الثقافي تختلف، فهي محكومة بالخط الافتتاحي للجهة الاعلامية وبنظرة الاعلامي نفسه للفعل الثقافي بين مهتم وحريص، وبين من يعتبره محطة ومناسبة سنوية تمر بها الهيئات الثقافية، فيقتصر دوره هنا على تسجيل الحضور فقط.
كما يرى مباركي سعدي بيه أن الاعلامي إذا لم يكن مثقفاً لا يمكنه مواكبة الأحداث الثقافية، لأن العمل الثقافي يحتاج إلى إيمان بهذه الثقافة، وبجدوى هذا الفعل الثقافي، وينبغي على الاعلامي أن يكون على دراية شاملة ودقيقة بكل جوانب وتفاصيل البيئة الثقافية المحيطة به، معتبراً بأن تعدد مواهب الطبقة المثقفة لتتخطى الكتابة والشعر إلى الصحافة وفروعها من شأنه تعزيز دور الاعلام وحضوره في الثقافة، وكذا حضور الثقافة في الإعلام، لأن الاعلامي عندما يكون كاتباً أو شاعراً فهو يدرك حتماً دور الفعل الثقافي الذي يقوم به، وبطريقة أو بأخرى، سيجد نفسه ناقلاً للفعل الثقافي على أحسن وأكمل وجه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024