من الطّبيعي أن تتباين نظرة كل فنان حول الاعلام، بين من يعتبره مرآة تقوم بنقل أعماله، انشغالاته وخطاه بمصداقية، وبين من لم يستطع لحد الآن التعامل مع وسائل الإعلام، وبالتالي يراها لم تصل بعد إلى رصد أعماله، ما جعله في بعض المرات يتهمها بالتقصير والغياب، لا لشيء سوى لأنه لم يتكيف مع الإعلام ولم يحسن التعامل مع أهله جهلا منه أحيانا أو دون قصد منه أحيانا أخرى.
ترى الفنانة والممثلة المسرحية والتلفزيونية خيرة حميدة، بأنّ رسالة الإعلام لا تتمثل فقط في نقل الأحداث بكل دقة وموضوعية وحياد، بل تقوم في نفس الوقت على النشاط النقدي وتشرف على الرقابة العامة أثناء نشر الاخبار وإعطاء وتوظيف المعلومات التي يجهلها المتلقي.
كما صرّحت ذات المتحدثة لـ «الشعب»، بأنّه من المفروض أن يكون الاعلام مرآة تعكس صورة الفنان، فهي البارومتر الذي يقيس من خلاله مستوی أعماله وجودتها وتبقى التغطية الإعلامية للفنان ذات دور حيوي في تطوير فنه برؤية نقدية بناءة.
وفي ذات السياق، نوّهت أيضا إلى الاخطاء التي يقع فيها الإعلام، والتي يتأثر بها الفنان مباشرة، خاصة فيما يتعلق بغياب نقد الأعمال فهي تجزم بأن خلو أي عمل فني من النقد المعمق سينتج عنه الموت البطيء للإبداع، كما جاء على لسانها: «يمكن أن يكون عدم مواكبة أعمالك طيلة السنة، وعدم التعرض لها من خلال صفحات نقدية تتفحصها وفق رؤية نقدية وتجس نبض قبولها في الشارع، فقلما تجد في الإعلام صفحات نقدية متخصصة في الفن بصفة عامة، أو برامج تلفزيونية متخصصة، فالتعاطي مع الإبداع لا يجب أن يكون بصورة سطحية، ولكن يجب تسليط الضوء على الإبداع بعين تميز الغث من السمين، فنقص هذه الفضاءات يجعل الفنان يفقد البوصلة الحقيقية».
للإشارة، خيرة حميدة، ممثلة مسرحية وتلفزيونية ومخرجة هاوية لبعض من الأفلام القصيرة من ولاية الجلفة، والمعروفة باسمها الفني «ياسمين»، واحدة من أبطال السلسلة الكوميدية «الدشرة الجديدة» التي كانت تبث طيلة شهر رمضان عبر إحدى القنوات الخاصة.