الفنان المسرحي حمزة رحماني

مسار من الهواية إلى الاحتراف إلى العمل

ورقلة: إيمان كافي

يرى الفنان المسرحي حمزة رحماني، من ولاية ورقلة،أن وضع الفنان في الجزائر مختلف بالمقارنة مع فنانين في بلدان أخرى، بالنظر إلى الصعوبة التي تكتسي طابع العمل والممارسة الفنية والثقافية عموما، مشيرا إلى أن أبرز ما يواجهه الفنان من تحديات هو ممارسة فنه في وسط فني وتحت تسيير ثقافي يفتقر للاحترافية، بالإضافة إلى عوامل أخرى متعددة تجعل تصنيف الفن مهنة كغيرها من المهن صعبا.

هذا الوضع غير المرضي، يبدو أكثر وقعا على بعض الفنون كالمسرح والسينما، بحسب ما يقول الفنان حمزة رحماني، وأكبر دليل على ذلك، بحسبه، هو معاناة الفنان خلال فترة وباء كورونا والتي كان تأثيرها كبيرا على النشاط المسرحي والسينمائي والإنتاج الفني عموما، عدا بعض الفنون الحرفية كمهن النحت وصناعة التحف، وما إلى ذلك والتي لم تتأثر كثيرا من وجهة نظره.
وذكر المتحدث أن غياب قوانين واضحة لممارسة الفن وحماية حقوق الفنان وإن وجدت بعضها مؤخرا، فهي تبقى مجرد حبر على ورق ولا تغني ولا تسمن من جوع، وإن استفاد منها البعض فإن الاستفادة من المنح التي تضمنها لا تتاح للكثير من الفنانين.
من هذا المنطلق، يعتبر الفنان رحماني أن تصحيح مسار العمل الفني من الهواية إلى الاحتراف إلى العمل وإن كان ليس بقار، فهو بحاجة لآلية واضحة، مؤكدا «مشاركة أهل المسرح والفن في إعدادها كقوة اقتراح ضرورية للخروج بآليات عملية أو قانون يضمن حرية عمل الفنان وحماية حقوقه ومرافقته في الأزمات، من خلال وضع خطة واضحة للفنان تساعده على عرض أعماله في أي دار ثقافة أو مسرح أو قصر ثقافي خارج حسابات المحاباة، كما هو الوضع اليوم»، مضيفا في سياق متصل «أن تنتج عملا ولا تجد مكانا لعرضه فيما بعد، هذا أكبر ما يؤرق الفنان».
وأشار إلى أن تسهيل عمل الفنان داخل وخارج الوطن، وخاصة داخل الوطن عبر تسهيل إجراءات منح تراخيص للحفلات داخل المدن ولعرض أعمال مسرح الشارع أو مسرح الطفل والبيع بالتوقيع، من أجل تمكين الفنان من تقديم عروضه الفنية باحترافية وأداء جيد والحصول على عائد مادي، بالإضافة إلى التركيز على القامات الفنية والثقافية والأدبية في المهرجانات الكبرى، وخاصة الذين ليس لديهم مناصب عمل دائمة ووظيفة حكومية ودعم الفنان بافتتاح ورشات فنية بصبغة عالمية سواء في مجالات مثل صناعة الديكور وعرائس القراقوز، والاستفادة من مختلف الفنون كالفروسية والشعر تحويلها إلى مورد اقتصادي سياحي، كل هذا من شأنه المساهمة في المضي قدما بمختلف الفنون، انطلاقا من الاهتمام بالفنان وحماية حقوقه.
وقال الفنان حمزة رحماني، إن الطموح والأمل وقود الاستمرار بالنسبة للفنان الذي يطمح ويضع أماله على خطوات بعض الخيرين في المجال الثقافي، سواء من إطارات في القطاع أو ممارسين للفن لدعم الأعمال الفنية فعليا، من خلال بناء مسارح جهوية خاصة في الجنوب الذي ينتظر تدعيمه بمثل هذه الهياكل الثقافية لبعث حركة المسرح في الجنوب، بعيدا عن النظرة التقليدية للثقافة في الجنوب وحصره في الفلكلور فقط، ناهيك عن ضرورة استحداث مدارس خاصة للفنون المسرحية تابعة لأشخاص أو جمعيات ومنحها الاعتماد للنهوض بهذا الفن والاهتمام أكثر بمسرح الطفل، والأمر نفسه بالنسبة لفنون أخرى، حيث مازال الفنان في ورقلة، يأمل في فتح مراكز للفنون على غرار مدرسة لتعليم الفن التشكيلي وفن الترميل والموسيقى وغيرها.
وبالعودة إلى واقع الفنان ختم محدثنا بقوله: «من الصعب أن تجد صديقك الفنان يخبرك بأنه ندم على اختيار طريق الفن، وآخر يخبرك أن عمره قد تجاوز الأربعين عاما وهو يعيش بلا مأوى وآخر لا يملك أموالا للعلاج، وصديق آخر يبكي على حال أولاده الجياع ويبكي لتخليه عن فنه الذي عشقه وارتبط به بعد عقود من الزمن، لأن الفن لم يوفر له مصدر دخل يسترزق به، لذلك فإن حال الفنان الجزائري صعب في الغالب وبالرغم من ذلك مازال يبدع ويقاوم وينتج ويبهر العالم، رغم كل شيء وسيستمر إلى غد أفضل وكل عام والفنان الجزائري بخير وألف خير».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024