الشاعر عبد الكريم حركات

يستحيل أن نراهن على اختيار الفن كمهنة

أمينة جابالله

تتطلب كل وظيفة تقديم جهد مقابل الحصول على أجر يُساعد في تلبية حاجات الفرد الأساسية، والذي عندما يختار وظيفة معينة يطمح إلى تحقيق ذاته ويضمن من خلالها مستقبله، هذا ما يجعلنا نتساءل إن كانت الفئات التي اختارت الفن كمهنة حققت هدفها في تأمين مستقبلها؟ وما هو واقع العمل الفني في نظر الفنان، تزامنا ونحن نحتفي باليوم العالمي لعيد العمال؟

 الشاعر وكاتب الاغاني عبد الكريم حركات، عينة من الفنانين التي فتحت قلبها لـ «الشعب»، وأرادت أن تسمع صوتها وانشغالاتها، عقب الجدل الكبير المرتبط  بواقع الفنان الذي يقتات للأسف مبلغا زهيدا من وراء تأديته لأي عمل إبداعي، حيث يرى أنه من المفروض أن كل فنان وبعد أن حشد كامل طاقته في إنتاج مسرحية أو مسلسل أو فيلم أو أغنية أو فيديو كليب أو رسم لوحة أو نحت مجسم أو تحفة، أن يكون المقابل من جنس العمل، ولكن ما يجده في نهاية المطاف لا يكفي لتسديد متطلبات أسرته التي وقفت وساندت هذا العنصر الملي بطاقة إبداعية مميزة خولته أن يحمل لقب فنان.
وفي ذات الصدد صرح الفنان عبدالكريم قائلا: «أولا الواقع المعيشي بالنسبة لي يمكن أن أحصره في هذه الجزئية، فأنا أعمل كي أعيش وأوفر لعائلتي الضروريات فقط، أنا مجرد عامل يومي ولا دخل ولا راتب لدي، المهم لقمة الحلال مهما كانت ظروفها، لا أطمح أن ابني قصورا ولا حتى بناية صغيرة لأن ظروفي المعيشية أقل من المتوسط والدليل أنني لم أقو على طبع ولو ديوان واحد من أصل تسعة دواوين، نظرا للمعيشة التي آلت إليها القدرة الشرائية خاصة في الآونة الأخيرة».
 كما أشار ذات الفنان الذي اضطر أن يوظف كل مواهبه الإبداعية خدمة للفن من جهة  وكمهنة تضمن له قوت يومه من جهة أخرى، أن مهنة الفن لم تصل بعد إلى مستوى طموح صاحب المحتوى، وأن الجهود المبذولة مازالت للأسف في صراع مع العراقيل وتنتظر من ينصفها ويمنحها حقها، قائلا: «بالنسبة لاعتبار الفن كمهنة يستحيل ذلك للكاتب أو الشاعر، وبالعكس نجد ذلك متاحا للمغني الذي يجني منه أرباحا طائلة، بالرغم من أن المادة الخام للمغني تعود للشاعر، لكن لا يكسب منها سوى فتات لا يغني ولا يشبع من جوع»، مضيفا أن الفن هواية وفن مستحب لأهله فقط، بالرغم من أنه لا فائدة ولا أموال تُجنى منه، بقدر ما نخسر من جيوبنا لأجل كتابة كلمات نوظفها في أعمال كي نسعد بها معجبينا.
كما أعرب عن استيائه من اللامبالاة التي يحصدها الفنان الذي يعمل بجد ولا يجني منها ما يكفيه لمتطلبات شهر على الأكثر، كما جاء على لسانه في هذا السياق: «كذلك التهميش الذي يطال هذه الفئة من الكتاب والشعراء، حتى الملتقيات أو الندوات الأدبية سواء كنا نحن من نشرف على تنظميها أو نكون مدعوون إليها، لا يوجد بها تعويض أو منحة لما بذلناه من مجهود، كله من أموالنا الخاصة»، مضيفا «طموحاتي أكثر مني، لكن لا أجد من يحفزني أو يشجعني على ذلك فإبداعاتي حبيسة بين عقلي وقلبي حتى في بعض المرات أصاب بالإحباط لمن أكتب ولمن أبدع».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024