من بين الإصدارات التي ينصح بها للمطالعة بالنسبة لليافعين كتب «الحاج احمد باي»، «حمدان خوجة»، «والرايس حميدو»، وهي ثلاث أجزاء جديدة من سلسلة «أعلام ومعالم من تاريخ الجزائر»، التي أصدرتها المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والتوزيع هذه السنة، وعرضت في فعاليات الطبعة الـ 25 من الصالون الدولي للكتاب، بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة.
تعد الكتيبات الثلاثة الموجهة أساسية لليافعين والقراء الصغار، بمثابة ناقدة على مسار وحياة شخصيات يشهد لها تاريخ الجزائر بإنجازاتها وتفانيها في حب الوطن والدفاع عن حريته وسيادته وهوية شعبه. الكتيبات من إعداد نجاة يحمون، وهي صادرة باللغة العربية بورق جد ممتاز وتحمل رسومات من إنجاز سيد علي اوجيان وفلة معتوق.
ونقرأ في كتاب الرايس حميدو (1770م - 1815م) أنه كان يعشق البحر الذي كان العالم الذي يحبه. وكان هدفه الأسمى إيقاف زحف الطامعين في الجزائر فيها ليحقق ذلك دون أن يرهب الموت. وعرف الرايس حميدو بشجاعته وإنجازاته، وهو من القلة الذين تجاوزوا مضيق طارق ليصل إلى الأطلسي مشكلا خطرا محدقا على أساطيل الاسبان والبرتغال، فكان لاسمه وانتصاراته هيبة في نفوس الأوروبيين..
وتناول كتاب حمدان خوجة (1773م1840م)، مسيرة هذا المثقف متعدد الألسن الذي يعتبر من المجندين والمتميزين بالانحياز لأسباب الحضارة والتقدم في ميادين التعليم والمعرفة وحريصا على ثوابت أمته.
وخوفا من تشويه الحقائق قام حمدان خوجة بإصدار كتاب عنونه «المرآة « سنة 1883 باللغة الفرنسية، ويعد هذا الكتاب الوثيقة الوحيدة ذات الأهمية لما تحمله من شهادات على الغزو الاستدماري الفرنسي للجزائر.
هاجر حمدان خوجة إلى اسطنبول بعد أن هددته فرنسا بالاغتيال وصادرت جميع ممتلكاته غيابيا في الجزائر، حيث كتب العديد من العرائض والرسائل والمذكرات التي كان يشجب فيها أعمال فرنسا التخريبية.
وجاء في كتيب الحاج احمد باي (1786م1850م) أنه عرف بالشجاعة وروح المسؤولية، تدرب على القتال وتدرج في المناصب، مبرزا كفاءة سياسية وعسكرية هائلة. عين بايا على أكبر بايلك في شرق البلاد، إذ قام بتنظيم الأمور والقضاء على الفوضى بفضل الدهاء السياسي الذي كان يحتكم إليه. سخر كل قواه وأمواله وجهده ووقته في مقاومة الاستعمار الفرنسي للبلاد لمدة 18سنة لمناصرة سكان قسنطينة.