أكّد أنّ الكتابة تجربة إنسانية خالدة

الشّاعر بهناس يبدع في مجموعته «العشق المسفوح»

قراءة: نور الدين لعراجي

 صدر للشّاعر احمد بهناس عن دار الاوطان للثقافة والإبداع مجموعة شعرية اختار لها عنوان «العشق المسفوح»، حافظ من خلالها المؤلف الشاعر على شكل القصيدة العمودية من بداية الديوان «أطع الله تر العجب»، إلى آخر قصيدة جاءت في الفهرس «يا ليتنا كنا»، وعبر لوحة فنية اختار عناوين قصائده التي غلبت عليها المسحة الصوفية والروحية، مثل «الدين دين الله»، «الشعر ترياق ويسر»، «الغيث الهتون»، «اله الجمال» ،»رمضان ربيع القلوب»، «تأملات روحانية».

 أكّد الشاعر احمد بهناس في مقدمة ديوانه، أنّ الكتابة الشعرية موهبة فطرية، لا دخل للصنعة فيها، فإذا صحت هذه الفكرة فإنه يمكن للروافد الاخرى أن تدعم هذه الموهبة وتصقلها وتطورها، وتفتح لها مجالات التطور وآفاق النماء والتوقد، بحيث تعرف ازدهارا وإبداعا في الواقع والخيال على السواء».
قال بهناس إذا كان التعامل بين الشاعر والشعر قائما على الحدود التي رسمت له من البيئة والمجتمع بكل ما يعجن به، وما يطرأ عليهما بين الفينة والأخرى من أحداث وتغيرات وأفراح وأحزان، وما يلمسه الشعر في نفسه من قدرات على احتضان التجارب وما يعادلها في كل مجالات الحياة، فحينئذ لابد من التفاعل والتجسيد لهذه الأحداث، وإبرازها في صور لائقة وهادفة.
كما أوضح أنه تعمد تسمية هذا الديوان «سمفونيات العشق المسفوح»، وهي تسمية أوحت بها إليه تجربة انسانية عاشها بكل تفاصيلها الانسانية والحوادث الواقعية والمبادئ التي آمن بها، وانتهجها كأسلوب في الحياة، وحسبه لا يمكن له التخلي عنها أو تجاهلها صدقا مع النفس، مثل ما يوضحه في قصيدة «عتاب في كل كتاب»، بقوله:
لست أشكو الحبيب إلا إليه..هو روحي، ومنهجي بيديه / هو أعرف بي إذا أشتد حزني..ويرى كدري على مقليتيه / ربما قد يزيح شؤمي حديث..وبه  زارني رسول لديه.
حاول بهناس في موضع آخر تبرير مواقفه من شجون اعترته في لحظات مع الحياة بقوله: حين ولدنا لم نكن موسوسين / كلا، ولا نعرف إلا الرياحين/ وكنا في بداية الحلم الجميل / شعارنا الصدق وحب البائسين / والآن بدأت تدوس عزنا الأقدام/ وصرنا عرضة لشمس حارقة / للبرد، للصقيع في نفوس مارقة / منتظرين نازلات خارقة/.
أبدع الشاعر بهناس في مجموعته الشعرية «العشق المسفوح»، عندما جعل شعره بوح معطر الانفاس رائق الحداء ينفثه ليتسلل إلى وجدان قارئه، وهو يتنقل به من حالة شعرية لأخرى، ومن نبض إلى نبض ومن سيمفونية الى سيمفونية ، يلتقي في ذلك مع مقولة «أعذب الشعر أكذبه»، وأن «من الشعر لحكمة»، وهو تصريح يؤيد الموقفين في ثنائية حقا أن الشعر قد يكون فن المتناقضات ويعبر عن فهمه لموهبة الشعر، على أنها آية من آيات الله، مثلما ذهب إليه الناقد الطاهر يحياوي، عندما أشار في تقديمه للديوان على أن الشاعر بهناس «مستقل مطبوع لا يحوم ظل شاعر في رونق نصوصه قديما أو حديثا، وقد تجسدت شاعريته في كم شعري كبير».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024