الفنان عبد الوهاب بن قدور:

موجة الغناء الشبابية سحابة عابرة

حوار: عمر بن سعيد

عبد الوهاب بن قدور المدعو «هوبة» فنان وعازف قيثارة،عصامي التكوين، دخل عالم الفن والعزف عن طريق الصدفة، بداياته كانت في سن التمدرس الابتدائي، حيث اكتشف في منزل أخته بمدينة الوادي آلة القيثارة بدأ في مداعبة أوتارها وتعلّم العزف والغناء وكتابة الكلمات، قبل أن ينتقل سنة 1979 إلى الإذاعة الوطنية عازفا بفرقتها تحت قيادة الفنان المرحوم بلاوى الهوا ري، لم يجن من الفن سوى راحة البال كما يقول، لكنه مازال متشبثا بالعزف والغناء والتأليف الموسيقي، «الشعب» التقت الفنان هوبة فكان هذا الحوار..


-  «الشعب»: كيف كانت خطواتك الأولى في عالم العزف والغناء؟
 عبد الوهاب بن قدور: الصدفة دائما هي التي كانت تُسيّر أموري، خلال الموسم الدراسي 1974 ـ 1975، كنت تلميذا بمدينة الوادي بعيدا عن منزل العائلة ببسكرة، في بيت قريبي الذي كنت أقيم عنده، وكان موسيقي وعازف على آلة القيثارة بدأتُ خطواتي الأولى في اكتشاف هذا العالم الجميل الذي دخلته صدفة وأحببته بعد ذلك، كنت أداعب أوتار القيثارة سرا بعيد عن أعين قريبي ثم التحقت بفرقة للكشافة الإسلامية.
بعد أدائي واجب الخدمة الوطنية سنة1979، التحقت بفرقة الإذاعة الوطنية عازفا على آلة القيثارة تحت قيادة الفنان المرحوم بلاوي الهواري، الذي كان لطيفا ومهذبا معنا تعلمت منه الكثير خلال سنتين، ولظروف خاصة عدت إلى مسقط رأسي ببسكرة، حيث بدأت مشوارا آخرا من العزف والغناء، وذلك من خلال فرقتين فنيتين على التوالي فرقة «ماجي لايت» و»أونج دي سيال»، رفقة عدة فنانين وعازفين منهم قدور بلقرمي وبادي معناني والطيب سويدي وحسين جوامع، رفقة هذه المجموعة نظمنا حفلات وأدينا أغاني كلها على المستوى المحلي.

- عازف قيثارة ومطرب كيف كانت هذه التجربة؟
 لقد بدأت عازفا وانتهيت إلى التلحين وكتابة كلمات الأغاني التي أؤديها والتي بلغت 12 أغنية، منها «الرصيف» التي اعتز بها لحدّ الآن تقول بعض كلماتها:
تشفى لما جْلسنا على الرصيف
لما تعاهدنا، وبعدها كانت ليلة صيف
ومرت الأيام، وأنا عايش في الأوهام
في أخر الزمان ماريت غير الأحزان

- في  سنكّ هذا، هل ما زلت رهينة لفنّك؟
 كنا ننشط ضمن جمعية، لكن أحد الزملاء من الفنانين والذي كان يترأس هذه الجمعية انقلب علينا وأغلق الأبواب في وجوهنا، فكرنا في تأسيس جمعية أخرى لكن لم نسعى في ذلك، فأنا أكره جمع وتقديم وثائق الملف للحصول على الاعتماد.
لكن إلى حدّ الآن أقوم بالتلحين والعزف، وكل ما أتمناه أن أجد رفقة بعض الزملاء فضاء لنقدّم فيه إبداعنا الفني إلى الجمهور، حاليا أقمت بالبيت أستوديو منزلي، أقوم فيه بالتلحين، هناك عدد كبير من القطع الفنية التي قمت بوضعها دون أن أبحث عن تسويق أو ربح فمبدئي الفن من أجل الفن، أجد راحتي في العزف والتلحين ورغم الوضع المادي الصعب الذي أمرّ به فأنا لست نادما، لكن ما يؤثر في نفسي ظاهرة الإهمال الذي يواجهه الفنان، فأنا لحدّ الآن لا أتوفر على بطاقة شفاء، أعاني من مرض مزمن تزداد مصاريفه يوما بعد يوم وأنتظر الحصول عليها، كما أن ديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة لا يقدم شيئا للفنان.

- كيف ترى مستقبل الفن مع موجة الغناء الحالية؟
 لا أعتبر الفن المتداول حاليا وأعني الغناء والموسيقى الشبابية فنا، هذا رأي قد يكون متطرّّفا، لكني أعتقد أنه سحابة عابرة وزبد سيذوب مع الأيام، بدون قيم ومبادئ لا وجود لفن معبّر، صدقني هذا النوع لن يدوم، إيماني يزداد يوما بعد يوم بالفن «النظيف» رغم أنه لا يقدم شيء للفنان من ناحية المكسب المالي، لكن شخصيا يرضيني أن أقدم فنا نظيفا، وعلى سبيل المثال ابني يلعب على «الدربوكة»، ولكنه يكسب ما لم أحلم به طيلة حياتي من ناحية المال طبعا، لكنني راض على وضعي وكل ما أتمناه أن نؤسس مجموعة غنائية مع زملائي لنقدم فنا نعتقد أنه الأصلح، ونتمنى من الهياكل الثقافية بالمدينة أن تفتح لنا الأبواب لنجد فضاء مناسبا للتدريب، وبالتالي إقامة حفلات فنية في مدينة تموت ثقافيا وفنيا كل صباح ومساء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024