دور المقومات الجيواستراتيجية في توجيه السياسة الإفريقية للجزائر، ودورها في توجيه السياسة الخارجية الجزائرية تجاه المنطقة الإفريقية، ومتطلبات بناء هذا الدور بما يتماشى مع مفاهيم ومنطلقات الأمن والدفاع الوطني، ومن خلال ما تحمله البيئة الاستراتيجية الأمنية للمنطقة الإفريقية وخاصة منطقة شمال إفريقيا من تهديدات ومن فرص.. هي مضمون الإصدار الجديد للأستاذ الجامعي بالنعامة الدكتور مولود بلقاسيمي.
يتناول كتاب «السياسة الافريقية للجزائر، مقوّمات جيواستراتيجية وأزمات أمنية» اشكالية ما مدى إمكانية ثنائية المدى الجغرافي والتراكم الدبلوماسي - العسكري الجزائري أن يعزّز من هيبة الوضع الاستراتيجي الوطني في افريقيا؟ من خلال دراسته الجيواستراتيجية: المفاهيم والمقاربات ودراسة مجموعة من التعاريف وعلاقة المفهوم بالدوائر المعرفية الجغرافية الأخرى من جهة، ومن جهة أخرى طبيعة المقومات الجيواستراتيجية للجزائر (المقومات الجغرافية الطبيعية، المجتمعية، الاقتصادية، العسكرية)، إضافة إلى الخبرة والتجربة الدبلوماسية الجزائرية، مع الإشارة إلى العمق الجيواستراتيجي للدولة من جانب المفهوم وإشكالية معضلة الإدراك، على اعتبار أن الاستراتيجية الأمنية الجزائرية ترتكز على توفير الدفاع الوطني ومكافحة الإرهاب وضمان التماسك الوطني، وهذا ما يعكس التفكير الاستراتيجي للقيادات الوطنية الذي ينطلق من مرجعية لعقيدة أمنية ثابتة في ظلّ مصالح وبيئة متغيرة وكيفية توظيف المقومات.
ومن جهة ثالثة يتطرّق الكتاب إلى علاقة المقومات الجيواستراتيجية بعملية بناء السلم في إفريقيا، من خلال قراءة في الفضاء الاستراتيجي الجزائري وما يحمله من تهديدات وانكشاف جغرافي من جهة، وفرص نجاح تأمين الحدود كخط دفاعي استراتيجي من جهة أخرى، وهذا من منطلق مركزية المقومات والقدرات العسكرية والاقتصادية للجزائر ـ حسب الاصدار ـ مع ما يطرحه الاقتصاد الوطني من إشكالية النفط كمصدر وحيد للثروة، وإعادة تحليل السياسة الخارجية للجزائر من خلال الموازنة بين وزن المقومات الجيواستراتيجية والدور الجزائري في إفريقيا من مدخل النجاعة الدبلوماسية.
للإشارة، الدكتور بلقاسمي مولود باحث وأكاديمي متخصّص في الدراسات الدولية ومهتم بقضايا الادارة العامة والتسيير، له مجموعة من الدراسات والبحوث المنشورة وطنيا ودوليا.