صدر مؤخرا عن دار خيال للنشر والترجمة ببرج بوعريريج، كتاب للباحث احمد دلباني يحمل عنوان «رجعة الطوطم.. حاشية لمشكلات الهوية والديمقراطية في الجزائر» في 116 صفحة، وهي عبارة عن دراسات وأبحاث سبق نشرها في جرائد جزائرية وعربية.
الإصدار الجديد يأتي في سلسلة مؤلفات أصدرها الكاتب في الجزائر ودول عربية أخرى، وهي محاولات مستمرة يقوم بها الباحث والكاتب دلباني لتجاوز مشاكل النشر التي تواجه الكتاب الجزائريين، نتيجة انعدام صناعة حقيقية للنشر، حيث سبق له أن نشر عدة كتب خارج الوطن يقتصر توزيعها على دون دول عربية، دون أن تتاح أمام القارئ الجزائري. الكتاب يتضمن 13 مقالة وحوار، وقد لجأ الكاتب إلى وضع «مقدمة فلاش» لإصداره اقتصرت على تنبيهات وإشارات في أقل من سطر واحد،1 - وحدة تعلو على التعدد (الشمولي)، 2 - وحدة تنبثق من التعدد (الديمقراطية)، تاركا للقارئ مهمة فرز المصطلحات وتأويلاتها.
تضمن الكتاب عملية غوص وتحليل لعدة موضوعات تعلقت بالهوية واللغة والتعددية والحرية بمفهومها الليبرالي الغربي، وفشل النظام العربي الرسمي من التحرّر من النظرة الشمولية وكذا علاقة السياسة بالثقافة، ويقول احمد دلباني في الصفحة الأخيرة من الكتاب «لقد ولت إلى غير رجعة، في اعتقادي، تلك العهود التي كانت فيها الدول تبني مستقبلها على أساس من الواحدية الدينية والسياسية والإيديولوجية، دولة الوصاية ودولة الحزب الواحد، الشمولية كلاهما أصبحتا فصلا من فصول ماض يذكرنا بمثالب الأحادية والقمع وامتهان الحريات والحقوق الفردية والجماعية - طيلة عقود ـ في سبيل الحريات والكرامة والاعتراف بالتعددية الفكرية والثقافية والسياسية».
الكاتب غاص أيضا في مسألة الذاكرة التي تشغل بال الدول التي خضعت للاستعمال وفي مقدمتها الجزائر، ليؤكد أن المثقفين والمؤرخين ينتظرهم عمل كبير للتأسيس لتاريخ تضامني بعيدا عن جدار برلين الأيديولوجي التاريخي حسب رأيه، إضافة إلى جملة تصورات تعلقت بالمشروع فكري النقدي للكاتب والمفكر محمد أركون ومعالجته للتراث العربي الإسلامي وغيرها من الموضوعات الفكرية والنقدية.