للكاتبة والروائية سعاد شيحي

«عودة الفتاة».. صراع المرأة المثقفة لإثبات ذاتها

سفيان حشيفة

صدرت مؤخرا رواية «عودة الفتاة» للروائية سعاد شيحي عن منشورات البغدادي بالعاصمة، وبرزت فيها المرتكزات الإبداعية الاجتماعية للكاتبة التي غاصت في تشخيص سلبيات المجتمع الريفي، وصراع المرأة المثقفة لإثبات ذاتها وسط قيود العادات والتقاليد.
قالت الكاتبة سعاد شيحي في حديث مع «الشعب»، إن فكرة الرواية وتفاصيلها كانت عبارة عن كلمات رافقتها منذ طفولتها وبداياتها الأولى، أبرزت لها تميز العالم ومصطلح العودة، لتتحوّل إلى منطلق لسرد روايتها الاجتماعية الجديدة «عودة الفتاة» بسياقات تعالج قضايا وعادات سيئة في المجتمع.
وأضافت شيحي، أن الرواية تحكي قصة فتاة ريفية من أعماق الصحراء الجزائرية، اختارت هجرة الريف إلى المدينة تاركة أبيها وزوجته باحثة عن حياة كريمة وسط الحداثة، وانتقاما من الظروف السيئة المحيطة بها، لتعيش الواقع وتحدياته فعلاً من خلال تجربة وسفر جديدين، محققة بذلك كل أحلامها لكنها بقيت تحنّ لطفولتها القاسية، وإلى العيش البسيط في الريف.
كما أردفت صاحبة الرواية بالقول: «كلما صادفت امرأة جزائرية أو أجنبية ناجحة مثقفة وناقشتها إلاّ وذكرت لي هذه الكلمة ألا وهي العودة، وأنها عادت لأنّها لا تستطيع أن تفارق بلدها، عادت لأنّها تريد أن يتربى أبنائها في بلدهم، عادت لأنّها تريد أن تنفع بلدها بعلمها أو ثقافتها أو خبرتها  التي اكتسبتها، عادت لأنّها لا تستطيع العيش في الغربة خارج بلدها، عادت لأن أصالتها لم تفارقها طول غيابها»، فكانت تلك التجارب والآراء - بحسبها- خيال وكابوس يلاحقها، وبقي سؤالا يدور في وجدانها ومخيّلتها تبحث له دوما عن إجابات.
ومرّت الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات وكلمة «العودة» تنمو وتكبر في عقل الكاتبة، ومن خلال تجاربها في الحياة والتحولات التي تحدث للمرأة التي لاحظتها منذ فترة الطفولة إلى الشيخوخة، تبين لها أنّ الفتاة مهما سافرت واكتشفت العالم ودرست وواكبت التطور والتكنولوجيا والحداثة بكل أوصافها ستعود حتما إلى أصلها وعاداتها، وما عاشت عليه في البدايات الأولى، مبرهنة بذلك أن المرأة تختلف عن الرجل بصبرها وتحملها وحنينها الدائم للماضي.
وفي هذا الصدد، أرادت الكاتبة من خلال هذه الرواية الاجتماعية التعبير عن تجربة واقعية عاشت تفاصيلها، وإيصال هدف أو غاية متمثل في أن المرأة لها قدرة على الصبر والمعاناة وتنكسر، لكن لا تنسى حنينها لأهلها وبلدها مهما حدث لها.  
وقد تأثرت الكاتبة سعاد شيحي «من مواليد 1996 وادي سوف»، بعادات وتقاليد المنطقة الصحراوية، وانعكاس ذلك على مخيلتها لتجعل منها مصدر إلهام وإبداع، وتخط بقلمها أجمل القصص والحكايات، على معاناة وحياة المرأة التي تمر بظروف اجتماعية قاسية وسط هيمنة الرجل.
وأصدرت شيحي أوّل كتاب لها تحت عنوان «نظرتي للحياة» سنة 2019، وهو عبارة عن مجموعة خواطر مملوءة بالتفاؤل والأمل، وبعد نجاحه داخل وخارج الوطن قرّرت ولوج عالم الرواية لتخط بأناملها ومخيّلتها المبدعة رواية «لاحظّ مع القدر» عن منشورات البغدادي، ولاقت نجاحا ورواجا بدورها عبر كامل ربوع الجزائر وفي عدة دول عربية، لتحقق من خلالهما انطلاقة نحو عالم النجاح والتميز، ناهيك عن مشاركات عديدة في معارض ومسابقات وطنية وعالمية، حيث كان لها أول فوز بالمرتبة الثانية في القائمة الطويلة لمسابقة العالم العربي للرواية بباريس.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024