يعتبر الشاعر عبد القادر بن عطية أنّ اليوم العالمي للشعر، موعد لاستحضار الكثير من الآمال والتطلعات، فما يُرجى تحققه في ميدان الشعر كثير، ويتمثل علی سبيل المثال لا الحصر في دفع عجلة النشاط الثقافي من دوامة الركود واكتشاف المواهب التي تزخر بها منطقتنا، وكذلك التعريف بقاماتنا الأدبية والفكرية، كما أنها فرصة مواتية لتدارك النقائص وتصحيح المسار ونفض الغبار - إذا صحّت هذه العبارة - علی الموروث الثقافي بما يتماشی ويواكب الحركة الإبداعية ككل.
يرى الشّاعر عبد القادر بن عطية أنّ في هكذا مناسبة، يأمل الشعر أن يحقق الاعتراف به كمكون رقم واحد للنسيج الثقافي في الجزائر عموما، وبورقلة بشكل خاص وأن يعاد له الاعتبار، بعيدا عن سياسة الإقصاء.
واقع الأدب والشعر عموما يبشّر بالخير العميم، في ظل بيت الشعر الجزائري الذي فتح الباب علی مصراعيه لكل المهتمين بهكذا شأن، ولعل من بوادر النصر ما دمنا في عيده - كما قال - هو احتفاء المنظمة العربية للثقافة والفنون والعلوم بشاعرنا الكبير الراحل الأستاذ محمد الأخضر السائحي.
وبالعودة إلى قراءة أثر جائحة كورونا على مجال الشعر وحركية النشاطات الخاصة به، اعتبر الشاعر عبد القادر بن عطية أنّ أثر كورونا كان وخيما علی جميع المجالات والمستويات وخاصة الثقافية منها، فالثقافة هي أكثر الميادين التي تتطلب الحضور الجماهيري حسبه، من أجل أن يكون التواصل مثمرا، وقد حال الوباء بين ذلك كله وكان أثره بليغا علی كامل القطر الوطني وفي كل الولايات.
وقال الشاعر بن عطية، «إنّ أثر الوباء في المجال الثقافي كان أكثر شراسة في ولايتنا ورقلة خاصة، وذلك ليس لأن نسبة الوباء كانت أكثر، ولكن لأننا كنا قبل كورونا نعيش نوعا آخر من كورونا وهو الركود الثقافي».
وذكر المتحدّث بأنّنا نسير نحو التعافي من الأزمة الصحية صحيح، وهذا من فضل الله علينا، ولكن هذا الانفراج قد لا يحل المشكلة في ورقلة، لأن الأمر لا يتعلق بالأسباب فحسب، وإنّما بسير الفعل الثقافي في حد ذاته حسبه، حيث أن ولاية ورقلة كما قال «لم تحتضن منذ 6 سنوات أو أكثر عكاظية ما، سواء في الشعر الفصيح أو الأفصح، وأقصد الشعر الملحون أو الشعبي كما يحلو للبعض تسميته».
وأكّد محدّثنا أنه ليس متفائلا كثيرا بالعودة السريعة للحركية والنشاط في ورقلة، في ظل نفس الظروف التي اعتزلت بسببها كثير من الوجوه الثقافية المشهد، ومنهم من غادر إلى دار الحق ولم يُحتفى به، ولم يُكرم من الجهات الوصية حسبه، مضيفا هنا «ولعل آخر المترجلين عميد الشعر الشعبي الشيخ والمربي شاعر الجزائر، قبل أن يكون شاعر ورقلة السيد محمد بن اجدية، وهذا خلفه الأستاذ والدكتور لمين سويقات، يُبسط له البساط الأحمر في كل ولاية يحل بها ضيفا، ولم نری له ذلك في ولايته إلى الآن».
وختم شاعر ورقلة حديثه معنا، متمنيا وراجيا أن تحظى مدينة ورقلة بزيارة من وزيرة الثقافة للاستماع لانشغالات رواد الإبداع والطبقة المثقفة عموما.