في تأبينية بمسقط رأسه بعين الخضراء

أصدقــاء عيــاش يحيــاوي يستحضــرون ذكــراه الثّانيــة

نور الدين لعراجي

 أحيت، أول أمس، مدينة الخضراء المشرفة على سفوح الحضنة تأبينية ابنها البار الفقيد الشاعر عياش يحياوي الذي وافته المنية يوم 17 فيفري 2020 بالإمارات العربية المتحدة، بعد صراع مع المرض داهمه فجأة دون سابق وعد، وغادر المشهد الثقافي الجزائري والعربي عن عمر ناهز 63 سنة بعد مسيرة متميّزة ومثمرة في الإعلام والكتابة الابداعية.

 استحضر رفاق وأصدقاء الفقيد الشاعر عياش يحياوي  خصاله، مواقفه ومسيرته الأدبية والفكرية، حيث حج إلى مسقط رأسه بمدينة عين الخضراء بولاية المسيلة شعراء وكتاب يتقدمهم كل من سليمان جوادي، بوزيد حرز الله، ابراهيم صديقي، والكثير ممن رافقوه خلال مسيرته الاعلامية والأدبية في الجزائر.
أجمع الحضور على أن عياش يحياوي لم يكن شاعرا وإعلاميا فقط، بل كان إنسانا بكل القيم والأخلاق والنبل الإنسانية، الأمر الذي جعل منه مشروع باحث في التراث العربي القديم، وقد استشهد في هذا الصدد الدكتور سحمدي بركاتي تتويجه بجائزة البحث التي تحصل عليها بالإمارات العربية، على أنها كفيلة بمنحه هذا اللقب، معتبرا أنّ الجوائز هناك لا تمنح صدفة ولا صدقة، وكتبه الكثيرة الموجودة عبر العالم العربي دليل على قوة هذا الرجل، المسكون بالريف، فقد عاش طفلا في شعره وفي كتاباته.
أشرف الفقيد قبل وفاته على جائزة «لقبش للإبداع» التي أسّسها وحملت اسمه، إلا أنها لم تستمر بعد وفاته لأنه كان المموّل الوحيد لها، وقد ترك متحفا أراد من خلاله لملمة شتات صحراء البادية ومدرسة قرآنية، بمسقط رأسه بعين الخضراء، يتكفل بكل المصاريف والإعانة للذكور والإناث.
للتذكير، اشتغل الفقيد بعدة صحف وطنية بداية من جريدة الشعب التي كان يدير قسمها الثقافي رفقة الشاعر سليمان جوادي، ثم الشروق العربي، لينتقل إلى العمل بصحيفة خليجية محرّرا؛ فنائبا لرئيس القسم الثّقافي فيها، ثم مديرا للتحرير، له عدّة دواوين شعرية وأدبيّة، من بينها «تأمل في وجه الثّورة»، «عاشق الأرض والسّنبلة»، «ما يراه القلب الحافي في زمن الأحذية»، « قمر الشّاي»، «جزر الإمارات المحتلّة»، «ابن ظاهر شاعر القلق والماء»، «العلامة والتّحولات»، «أوّل منزل دراسة وحوارات حول 50 مثقفا من الإمارات»، «لقبش» و»السّهم الأبكم: مثقفون انتبهوا لعبوره وكتبوا»، كما نال العديد من الجوائز من بينها جائزة «العويس» للإبداع الأدبي بدبي في 2015.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024