بتـشـجيع من أولـيائهـم

إقـبال كـبـــير لـلأطـفال عـلى تـعــلّـم المـوســيـقـى

قالمة: إلياس بكوش

تواصل جمعية «شموع للنشاطات الشبانية» تكوينها للموسيقى في العزف والصولفاج لفائدة الاطفال، لتطوير مهاراتهم، تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة وبالتنسيق مع ديوان مؤسسات الشباب.
شهدت دار الشباب «عياش اسماعيل» بقالمة، توافد عدد كبير من الأطفال الراغبين في تعلم مختلف الفنون الموسيقية، بدافع من أوليائهم، على اعتبار دورها الفعال في تهذيبهم وتربيتهم واكتشاف الموهوبين منهم، ولم لا تطوير مهاراتهم والذهاب بهم إلى التألق.
زارت «الشعب» جمعية شموع للنشاطات الشبانية بدار الشباب «عياش اسماعيل» لتكوين الموسيقى في العزف والصولفاج، وسط مدينة قالمة، حيث سجّل حضور كبير للأطفال، من مختلف الشرائح العمرية، بل حتى البالغين، وقد أمسكوا بين أيديهم آلاتهم الموسيقية ويرددون ما تعلموه في انتظار بداية الحصة، ولعلّ الانطباع الأول هو أن جل الحاضرين كانوا رفقة ذويهم حرصا منهم على دخول أبنائهم في الوقت المناسب للاستفادة مما يتمّ تقديمه من دروس.
اقتربنا من بعض الأطفال، فكانت البداية مع «نورسين» التي تدرس في السنة الخامسة، قالت بأن والدها هو من دفعها إلى التسجيل في المعهد لتعلم العزف على آلة البيانو، بالرغم من أن الموسيقى لم تكن مطلقا من اهتماماتها، إلا أنها أحبتها وترغب في التحكّم في كل فنونها، وهو ما أشار إليه والدها، حيث قال: «الموسيقى من أرقى الفنون، ولأنني تعلمتها في صغري، رغبت في أن يتعلمها أولادي لما لها من فائدة في ملء وقت فراغهم، وتنمية قدراتهم الفكرية».
وهو نفس الانطباع عند البرعم «أنيس» البالغ من العمر 5 سنوات، والذي كان يحاول التحكمّ في آلة البيانو، مرددا بعض المقاطع الموسيقية، وفي دردشته معنا، قال بأن والدته سجلته في المعهد ليتعلم الموسيقى على أصولها، لأنه يمتلك أذنا متذوقة لكل الفنون الموسيقية.
وحول أهمية الموسيقى في حياة الأطفال، كونها تدخل في مجال التربية وتعتبر وسيلة للكشف عن الأطفال الموهوبين، حدثنا «سيف الدين» تخصص بيانو،  قائلا: «تعلمت الموسيقى منذ عام 2000 على أيدي أساتذة محترفين يقدرون معناها الفني، وكان عمري وقتها 16 سنة، أذكر أنني كنت شغوفا جدا لتعلم كل ما يخص الفنون الموسيقية، ولشدة إعجابي بها، رغبت في تعلمها، وأضاف: «أعتقد أنه يوجد وعي كبير لدى الأولياء حول موضوع شغل وقت فراغ أبنائهم لحمايتهم من مختلف الآفات، بدليل أن فكرة معظم الوافدين على المعهد كانت بمبادرة من ذويهم، وهو أمر إيجابي، في اعتقادي، لأننا مع مرور الوقت قد نتمكّن من الكشف عن عدد كبير من الموهوبين في مختلف الألوان الموسيقية».
وأشار ذات المتحدث، إلى أن الدروس التي تقدّم بدار الشباب «عياش اسماعيل» بسيطة، و يقول «أنصح الأولياء بتسجيل أبنائهم في سنّ مبكرة، حيث تكون لديهم قابلية كبيرة للاستيعاب، على خلاف الذين يطلبون التعلّم بعد عمر الـ18سنة، وعموما على مستوانا نعلم الموسيقى الأندلسية والموسيقى العالمية لنمكن أبناءنا من تذوق الموسيقى الراقية».
من جهته، حدثنا «أحد الأولياء، حول فائدة تعليم الأبناء مختلف الفنون الموسيقية قائلا: «تعلم موسيقى الأندلسية يمكّن الطفل من تعلم اللغة العربية الفصحى، لذا أشجّع الأولياء على تسجيل أبنائهم في مختلف المعاهد والمراكز المخصّصة لتعليم الموسيقى، لما لها من فائدة في معالجة مختلف الاضطرابات التي يمكن أن يعاني منها أبناؤنا كالقلق، فرط الحركة وقلة التركيز، وتساعدهم أيضا على الشعور بالهدوء والاستقرار النفسي، بالتالي تعتبر الموسيقى علاجا قبل أن تكون غذاء روحيا».
لكن يبقى المشهد الموسيقيّ المحليّ بقالمة يبحث عن نفسه ومكانته، ويحصل فيه تباعدًا بشكل واعٍ وغير واعٍ على السواء، بالرغم من كون هذا التباعد طبيعيّ وحاصل لا محالة في المجتمعات التي تخضع إلى التغيرات، تبقى الموسيقى أساسيّة في مشروع التربيّة الحديثة، إذ أثبتت الأبحاث أنها هامّة في تطوير الفكر، لدى الأطفال الذين تربّوا عليها منذ الصغر وتحصيلهم العلميّ أفضل، فيما اختاروه من مهنٍ مستقبليّة في جميع مجالات الحياة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024