رئيس جمعيه النور للفروسية، طرشون حمزة:

نطمح لترسيخ ثقافة «الفنتازيا» لدى الجيل الصاعد

النعامة: سعيدي محمد أمين

تعتبر الفنتازيا نوع من أنواع الثقافة الشعبية في ولاية النعامة، فهي فن وألعاب تقليدية شعبية عريقة ضاربة في عمق التاريخ لازالت تحفظ تاريخ أسلافنا والمهدّدة بالاندثار، خاصة ما تعلق بالصناعات التقليدية كلباس الفارس العربي الأصيل، والسرج الذي يوضع على الحصان، حيث لا يخلو فرح من أفراح ولاية النعامة خاصة المناسبات والأعياد الوطنية أو إحياء المواسم الثقافية دون وجود هذه الألعاب التقليدية التي يطبعها البارود تعبيرا عن الأفراح.

من أجل الحفاظ على هذا الموروث الثقافي، ولربط الماضي بالحاضر وتوريث وترسيخ تاريخ هذا الفن، ألا وهو الفروسية وألعاب الفنتازيا التقليدية تحت وقع البارود وصهيل الخيول العربية الأصيلة، وكذا إعادة بعث الصناعة التقليدية الخاصة بصناعة السروج وألبسة الفارس العربي الأصيل، شرع بعض شباب مدينة العين الصفراء بولاية النعامة في تأسيس جمعية محلية ذات طابع ثقافي ومهني خلال شهر أوت 2016 خاصة بهذا المجال تحت اسم «جمعيه النور الثقافية للفروسية»، تميز نشاطها في ممارسة الفروسية والفنتازيا التقليدية التي ورثت عن الأجداد والتي تشتهر بها هذه المنطقة ومناطق الجنوب الغربي خاصة، كولايات تلمسان، النعامة والبيض، حيث بدأ صيتها ينتشر بالمنطقة، خاصة بعد أن أعادت لأفراح المنطقة خصوصياتها التي غابت تماما والمتمثلة في إحياء الأفراح بألعاب الفنتازيا من أعراس، عقيقة استقبال الحجاج، إضافة إلى إحياء التظاهرات الثقافية المعروفة بها المنطقة، خاصة ما يعرف بالوعدة أو الركب وكذا الاعياد الدينية والوطنية، كما قامت الجمعية بتنظيم معارض خاصة بكل ما يتعلق بعادات وتقاليد المنطقة وجميع النشاطات الخاصة بالفنتازيا (تربيه ونقل الخيول - نقل عتاد الخيالة)، إعادة بعث الصناعة التقليدية، صناعه السروج وألبسة الفرسان..
كما تطمح الجمعية حسب طرشون حمزة أحد أبرز عناصر هذه الجمعية، والذي أكد في تصريح لـ»الشعب» إلى إنشاء مركب للفروسية خاص بالمنطقة لتعليم وتدريب الجيل الصاعد، وأن يكون متنفس للجميع، إلى جانب المشاركة في التظاهرات الوطنية والدولية، غير ان هذه الطموحات ـ يقول ـ سرعان ما اصطدمت بجملة من الصعوبات منها قلة الامكانيات المادية، خاصة وأن تربية الخيول جد مكلفة، باعتبار أن الحصان العربي الأصيل يحتاج إلى رعاية خاصة، وبالأخص فيما يتعلق بنظام غذائه اليومي حتى يكون في مستوى الحدث.
وأشار المتحدث، إلى أن الجمعية في حاجة ماسة إلى دعم مادي ومعنوي، بالإضافة إلى انعدام الأرضية المناسبة لممارسه هذا النشاط، وعدم توفر وسائل النقل الملائمة للخيول، وكذا التكلفة الباهظة للتأمين سواء على الخيول أو على الفرسان وحتى على متفرجين.
وأضاف طرشون أن الجمعية شاركت في عدة تظاهرات محليه وجهوية، وتحصلت على العديد من التشريفات، وكان لها شرف تنظيم أول مهرجان للفنتازيا والفروسية التقليدية سنة 2018 تحت إشراف مديريه الثقافة لولاية النعامة، مبرزا في سياق حديثه إلى أنها تطمح لتنظيم الطبعة الثانية وتطويرها إلى الأحسن، ولما لا يكون مهرجان وطني، وقال بأن جائحة كورونا التي جمدت كل الأنشطة الثقافية منذ بداية سنة 2020، أثرت سلبا على نشاط هذه الجمعية بعد تعليق كل الانشطة الثقافية والرياضية على المستوى الوطني وحتى المحلي، ومع ذلك قد وضعت بصمتها في هذا المجال من خلال الفرص المتاحة خاصة في إحياء المناسبات الوطنية التي تبقى المناسبة الوحيدة لإبراز قدرات عناصر هذه الجمعية والتنسيق التام خلال ألعاب الفنتازيا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024