انخرط قطاع الثقافة بولاية بومرداس كغيره من القطاعات التي تستقطب الجمهور العريض منها التربية والصحة، في حملة التحسيس والتوعية ضد كوفيد-19، حيث شرعت منذ أسبوع عدد من الفرق الفنية ومنشطين بدار الثقافة وبعض المراكز الأخرى، وأيضا وجوه معروفة في ميدان مسرح الطفل في تقديم عروض وأنشطة تربوية هادفة في الفضاءات العامة بهدف التوعية والتحسيس بأهمية احترام التدابير الوقائية، فيما يبقى البرنامج بحاجة الى تمدد ليشمل باقي مناطق الولاية بالخصوص النائية منها.
لم يمنع قرار الغلق المؤقت للفضاءات الثقافية وقاعات العروض أمام الزوار ومختلف الأنشطة الذي جاء بناء على تعليمة وزارة الثقافة بتاريخ 25 جانفي الجاري، الرامية إلى تفعيل البروتوكول الصحي والوقاية من كوفيد19 وسلالاته المتحورة، من توجيه الجهود نحو العمل الخيري التوعوي الذي بادر إليه عدد من الفنانين والفرق الناشطة محليا بولاية بومرداس، عبر تقديم رسائل تربوية توعية موجهة بخطاب مباشر ومبسط لفئة الأطفال والجمهور العريض، تدعوهم لضرورة التقيد بشروط السلامة الصحية واحترام الإجراءات المتخذة تجنبا للإصابة، وأيضا طريقة غير مباشرة لإخراج التلاميذ من دوامة الفراغ الذي يعيشونه هذه الأيام.
ورغم رمزية المبادرة التي استغلت مناسبة العطلة الاستثنائية لتلاميذ المؤسسات التعليمية بتقديم عروض ترفيهية متنوعة، إلا أنها لاقت الكثير من الإشادة من قبل العائلات والجمهور، خاصة وأنها جاءت في فترة حساسة ومرحلة فراغ كبير للأطفال، الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها بحاجة إلى تأطير وبدائل ثقافية ترفيهية لتعويض الدور التربوي للمدرسة كمؤسسة اجتماعية أساسية في التربية والتثقيف.
في حين تبقى دائما إشكالية ضعف التغطية واقتصار البرنامج الترفيهي الذي تسطره مديرية الثقافة والفنون، على مناطق بعينها فقط يثير حفيظة باقي الأطفال والعائلات القاطنة بالمناطق النائية المحرومين من مختلف الأنشطة التربوية الهادفة، بسبب غياب المرافق وانحصار نشاط الفرق الناشطة في المجال الثقافي، وهي الانشغالات التي تطرحها هذه الفئة في كل مناسبة بما فيها فترة العطلة المدرسية التي شهدت نفس البرنامج الترفيهي المخصص للأطفال والتلاميذ.
وقد أكّدت تصريحات بعض الأولياء في حديثهم لـ «الشعب»، أن العطلة الاستثنائية التي استفاد منها أبناءهم على أهميتها في مواجهة تفشي فيروس كورونا، وتكسير سلسلة العدوى داخل المؤسسات التربوية، قد أخلت كثيرا بالبرنامج العائلي خاصة بالنسبة للموظفين، الذين لم يكونوا على استعداد لهذه الراحة الاستثنائية التي فاجأتهم، ولم تترك وقتا كافيا لإعداد برنامج ترفيهي أو تثقيفي لتغطية الفراغ وتجنيبهم حالات الاحتكاك في الشارع، وبالتالي قد تشكّل مثل هذه النشاطات الثقافية المفتوحة في الساحات العامة فرصة للتخلص من الضغط والحجر المنزلي للأطفال، التي يمكن أن تنعكس سلبا على نفسيتهم وعلى عملية الاستعداد الجيد للامتحانات المدرسية.
بالتّزامن مع الغلق المؤقّت لفضاءات العروض
نشاطات ترفيهية للأطفال بالسّاحات العامة لبومرداس
بومرداس: - كمال
شوهد:582 مرة