رئيس جمعية «الرحاب» أحمد سليمان لـ»الشعب»:

الثقافة في البليدة تحتضر بسبب غياب المرافق

البليدة: أحمد حفاف

 

دقّ رئيس جمعية «الرحاب» الثقافية، أحمد سليمان، ناقوس الخطر حول تدهور غير مسبوق للنشاطات الثقافية في ولاية البليدة في العقدين الأخيرين، مرجعا ذلك إلى نقص فادح للهياكل الثقافية من جهة، وإلى سوء تسيير قطاع الثقافة بهذه المدينة من جهة أخرى.

في تصريح لـ»الشعب»، دعا الناشط الجمعوي إلى ضرورة تعزيز مدينة البليدة والتجمعات الحضرية الكبرى في الولاية بالهياكل الثقافية، على غرار قاعات العروض والمسارح الجهوية والمكتبات الرئيسية، وذلك لإنعاش الواقع الثقافي الذي يحتضر.
ولعلّ ما يعكس هذا الواقع المؤسف، هو أن جمعية «الرحاب» على غرار بقية الجمعيات الثقافية الأخرى، غالبا ما تجد صعوبة في تنظيم التظاهرات، لدرجة أنها تضطر أحيانا لاستئجار قاعات من مالها الخاص يتحدث احمد سليمان بحسرة شديدة.
 وبنبرة حزينة يصف رئيس الجمعية واقع الثقافة في البليدة قائلا، «في الحقيقة الجمود الثقافي تعرفه البليدة حتى قبل مجيء جائحة كورونا، ولا أثر لأي برنامج بإمكانه ترك بصمة أو أثر في أذهن الجمهور البليدي المتعطش للفن والثقافة والأدب».
وتابع بالقول: «يرجع هذا الجمود في نظري، إلى غياب الهياكل الثقافية، فالبليدة هي الولاية الوحيدة التي ليس لديها مسرح جهوي، وليست لديها مكتبة رئيسية، والولاية الوحيدة التي ليست لديها أوبرا، ولا قاعة عروض متعدّدة الخدمات، كما أنه ليس لديها نوادي للفنانين، والولاية الوحيدة التي لم يخصّص لها وزراء الثقافة الذين تداولوا على هذا القطاع زيارة ميدانية منذ أكثر من 20 سنة، ولم يقفوا على واقع الثقافة بالبليدة ولم يستمعوا لانشغالات واقتراحات الجمعيات الثقافية بالولاية ومطالبهم».
وعرّج أحمد سليمان عن المطالعة بالقول: «لا توجد لدينا مكتبة رئيسة، التي تنعش ثقافة القراءة بالولاية، فلا يوجد أين يتوجّه الطلاب والتلاميذ ومحبي القراءة لمطالعة الكتب والموسوعات، أو لحضور أمسيات شعرية، ولا يوجد أين يتمّ استضافة روائيين وشعراء كباقي الولايات، فالمكتبات الرئيسية في باقي المدن تنظّم بها الملتقيات العلمية والندوات الفكرية لمناقشة موضوع ما أو كتاب ما، فمثلا مكتبة تحوي على قاعة للملتقيات، أين يتمّ مرة أو مرتين في الأسبوع تنظيم ندوة حول موضوع ثقافي أو اجتماعي أو أدبي، أو يتمّ استضافة كتاب وروائيين لعرض إصداراتهم الأدبية والفكرية».
وانتقد المتحدث تسيير الثقافة من قبل أشخاص يفتقدون للحنكة وليسوا من أهل الاختصاص، ودعا المنتخبون في المجلس الشعبي الولائي والمجالس البلدية إلى نقل انشغالات المواطنين لتحقيق مطالبهم الثقافية، وألح على ضرورة تشييد هياكل ثقافية في المدينة الجديدة بوعينان والأقطاب السكنية الأخرى، على غرار الصفصاف وسيدي سرحان ببلديتي مفتاح وبوعينان على التوالي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024