تعتبر مشاركة الجزائر في معرض الكتاب بالقاهرة خطوة ايجابية في زمن كورونا، تحدي ثقافي وإبداعي من نوع آخر يمنح جرعات أمل للناشرين الجزائريين الذين تأثروا بالجائحة إلى حدّ الإفلاس، ومنهم من غير نشاطه التجاري من صناعة الكتاب إلى شعب تجارية أخرى بعد ثلاثة سنوات من المعاناة خلفتها تراكمات الجائحة.
هذه الأخيرة فرضت منطقها الصحي الوقائي فغيبت أسواق الكتاب الدولية والمحلية، وأغلقت المكتبات، ونقاط البيع، ولم تغامر المطابع بتدوير ماكناتها من جديد لأن أعراس الكتاب مؤجلة إلى أجل مسمى.
يمتلك أصحاب دور النشر مسؤوليات مهنية تجاه مؤسسات الدولة من صناديق الضرائب والضمان الاجتماعي، وغيرها من المؤسسات الأخرى، بالإضافة إلى مسؤوليات اجتماعية بالنسبة للذين يشتغلون تحت وصايتهم، إذ في لحظة مذهلة يتوقّف كل شيء، ويُحال هؤلاء إلى بطالة مفروضة.
عودة سوق الكتاب إلى سابق عهده مرهون باحترام التدابير المتخذة في هذا الشأن بما فيها البروتوكول الصحي، وعليه ستخفّف هذه العودة بعد انقطاع دام ثلاثة سنوات من وطأة البطالة المفروضة على أصحاب المهنة، وسيعوّضهم ذلك مشاق وأتعاب مخلفات الفارق الكوروني.
مشاركة أكثر من ألف كتاب من الجزائر في معرض القاهرة الدولي سيفتح شهية الإبداع والنشر، ويحفّز صناع الكتاب البحث عن
«السكوب الإبداعي» تحسبا للموعد المنتظر صالون الكتاب الدولي المرتقب شهر مارس، إن لم تفرض الجائحة منطقها الإقصائي ويتأجل مرة أخرى.
وزارة الثقافة عن طريق مؤسسة «لوندا» مطالبة بالاهتمام ورعاية أصحاب المهنة والتكفّل بهم ماديا للحفاظ على استمرارية النشر، ودعم النشاط الذي يتجرّع عقبات الجائحة لوحده في غياب كلي لوزارة الثقافة، فمجرد إشعار هؤلاء بأنهم تحت أعين الوصاية وفي كنفها يمنحهم جرعات أمل هم اليوم في أمس الحاجة إليها من أي وقت مضى.