متّعت فرقة «أكالين الثقافية» الجمهور الورقلي، خلال سهرة فنية أحيتها بدار الثقافة مفدي زكرياء، ضمن فعاليات ونشاطات الاحتفالات الولائية المنظمة إحياء لرأس السنة الأمازيغية 2972، من خلال مقاطع موسيقية تجاوب معها الحاضرون وصنعت بها الفرقة أجواء احتفالية مميزة وكانت هذه الخطوة إعلانا عن رحلة حافلة بالإنجازات للفرقة في عاصمة الواحات.
في حديث مع الفنان الشيخ من جمعية فرقة أكالين، على هامش الاحتفالات حدثنا عن الطابع الموسيقي الذي تقدمه هذه الفرقة الموسيقية وهو طابع «بلوز الصحراء»، ويعتبر هذا الطابع الموسيقي طابعا قديما، تعتمده الكثير من الفرق التارقية التي ذاع صيتها في العالم واستطاعت الوصول بـ»البلوز التارقي» إلى العالمية، على غرار فرقة تيناروين ويعتمد هذا الطابع على العزف على القيتار الإلكتروني العصري.
وعلى خطى هذه الفرق الكبيرة التي تألقت نجوميتها في العالم في اختصاص بلوز الصحراء، تسير فرقة أكالين كما قال محدثنا، وتسعى الفرقة الموسيقية المكونة من أربع فنانين عازفين على القيتار وآلة الإيقاع أو الـ»جمبي الإفريقي» لبلوغ ما وصلت إليه الفرق العالمية المختصة في هذا النوع من الموسيقى.
العديد من الأعمال الفنية قدمتها الفرقة وهي تنشط على مستوى كل ولايات الوطن بالإضافة إلى الغناء بالتارقية، حيث تقدم طابع الـ»بلوز» بلمسة تارقية واضحة وتعبر عن فن بلوز الصحراء، وهو فنّ حققت من خلاله الفرق التارقية امتدادا كبيرا على مستوى دول إفريقية والعديد من دول العالم، حيث سبق للفرقة أن أحيت سهرات فنية في تونس وموريتانيا ومالي.
ويعدّ حضور الفنانين الجزائريين قويا في هذا النوع من الطبوع كما ذكر في حديثه لـ»الشعب» الفنان الشيخ، ومن الفنانين الذين برزوا في هذا الفن كانوا جزائريين على غرار فرقة تناروين التي بعض أفرادها جزائريون، وكان تأسيسها في مدينة تمنراست بالجزائر وانطلقت منها بهذا الفن نحو العديد من دول العالم، حيث قدمت الفرقة ثنائي «ديو» مع العالمي كارلوس صانتانا الذي يعد كما وصفه محدثنا «أب القيتار» وعميده في العالم، كما كانت لهم مشاركة في افتتاح كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا وهذا دليل على أن الفنان الجزائري مميز في مختلف المحافل.
واعتبر، في نفس السياق، محدثنا أنّ رصيدا كبيرا قدمه الفنانون المختصون في هذا النوع من الموسيقي مكنهم من الوصول إلى العالمية، مشيرا إلى أنّ اهتمام الشباب بهذا النوع من الفنون كبير، حيث يمارسون كلهم فن العزف على القيتار في تمنراست وينشطون فيه عبر فرق موسيقية، كما تحاول العديد من هذه الفرق الموسيقية الوصول إلى ما حققته فرق «بلوز الصحراء» من نجومية عبر العالم والحفاظ على مكانة هذا الطابع في الموسيقى العالمية.
وعن رحلة فرقة أكالين بولاية ورقلة والأهداف المسطرة لهذه الجولة المستمرة لأيام، أكد الفنان الشيخ أن الفرقة تستعد في الوقت الحالي لتسجيل ألبوم جديد وقد وقع الاختيار على ولاية ورقلة لتكون من بين محطات إنجازات الفرقة في هذا المجال، كما ستكون فرصة لإحياء بعض الاحتفالات الأخرى، مضيفا أنّ الجولة القادمة لفرقة أكالين ستكون نحو هولندا وستكون أول خرجة لهذه الفرقة الموسيقية نحو أوروبا.