تطرق الكاتب أحمد حمادي المنحدر من ولاية ميلة في إصداره الأدبي الأخير المنتمي لجنس الرواية والموسوم بـ»أسيرة بسكوف»، لموضوع «زواج القاصرات»، مبينا أنّ الفقر عادة ما يكون من أهم دوافعه، حسب ما علم من ذات الكاتب.
أوضح ذات المصدر، بأنّ روايته الصادرة عن دار النشر «خيال» والتي جاءت في 150 صفحة تتناول جانبا من حياة فتاة قاصر تدعى «لانا إيفانوف»، تقطن رفقة أسرتها المنتمية للطبقة الكادحة بإحدى القرى الصغيرة بروسيا.
وقد لاقت «لانا» من أبيها الويلات نتيجة الفقر الذي يتخبط فيه والذي عقد حياته وجعل من شخصيته قاسية، خصوصا وأنه لم يرزق إلا ببنتين فقط ( لانا وأختها)، ولا يمكنه الاعتماد عليهما لمساعدته في التكفل بأسرته، حسب الكاتب.
وأضاف بأنّ أهم أحداث الرواية تبدأ من القرار الذي اتخذه الوالد نتيجة أوضاعه المزرية والمتمثل في تزويج ابنته «لانا’ رغم أنها قاصر، من عمدة القرية الأمر الذي رفضته البنت، ودفعها ذلك للتفكير في الهروب من سطوة أبيها وقراره الجائر في حقها فاتجهت نحو مدينة» بسكوف» بحثا عن حياة جديدة لها «عساها تكون أفضل».
لكنّ الفتاة التي رحلت هاربة وحاملة معها فكرة سيئة عن الرجال، انطلاقا ممّا لاقته من أبيها اصطدمت بواقع مرير أيضا في المدينة التي قصدتها، حيث عاشت العديد من الأحداث التي قدمها الكاتب - كما قال- بأسلوب يعتمد الواقعية والمنطق في التناول، إلى جانب اللغة البسيطة التي يفهمها جميع القراء.
ومن الأحداث التي تعرضت لها» لانا» في مدينة «بسكوف» استغلالها من قبل العجوز «قريقوريا «رفقة مجموعة من الأطفال الآخرين في التسول، مما كشف للفتاة الهاربة عن قسوة أخرى كانت تظنها حكرا على الرجال فقط، لتبدأ منذ ذلك الحين نظرتها للحياة عموما تتغير، حيث فهمت من خلال ما عايشته من أحداث ومواقف طيلة فترة تواجدها في المدينة الغريبة عنها، كونها قادمة من مجتمع قروي، أن الناس تختلف بين الطيب والخبيث وأنه لا يمكن تعميم الأحكام على الجميع، حسب ذات المصدر.
كما حاول الكاتب -كما أضاف- التطرق للجانب النفسي للشخصيات التي صنعت أحداث روايته، مستعرضا دوافع وأسباب قرارتهم وتصرفاتهم خصوصا السلبية منها لتبرير ما قاموا به، ليختتم عمله بإنهاء معاناة الفتاة بزواجها من شخصية التقتها في مشوارها الجديد غير الذي اختاره لها أبوها الذي كاد أن يصادر حريتها وهي قاصر.
يذكر أنّ رواية «أسيرة بسكوف» هي رابع عمل روائي للكاتب وأستاذ اللغة الإنجليزية في الطور المتوسط أحمد حمادي، بعد كل من «حفاة على الجمر»، «مرام»، «أرواح تبكي»، إلى جانب عمل أدبي آخر في جنس القصة يتمثل في مجموعة قصصية موسومة بـ»ثم أمطرت».