احتضنت ثانوية “عزة عبد القادر” بسيدي بلعباس ندوة وطنية تحت شعار “اللغة العربية، الميراث وأسئلة العصر”، ترأسها رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد، بحضور أساتذة من جامعتي الجيلالي اليابس وتلمسان، ومن تنظيم مخبر تجديد البحث في تعليمية اللغة العربية في المنظومة لجامعة الجيلالي اليابس ومديرية التربية.
أكدت الدكتورة أمينة طالبي من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية اللغة والأدب والفنون، أن ندوة إحياء اليوم العالمي للغة العربية، أريد من وراء تنظيمها بثانوية عزة عبد القادر تقريب اللغة العربية من التلميذ في الطور الثانوي، الذي يعتبرها على أنها شعر ويجهل بأنها كيان حي لها آفاق ومستويات يجب التعريف بها، مشيرة إلى أنها لغة العلوم والتكنولوجيا وتتأقلم مع كل التطورات التكنولوجية، وسيكون اللقاء لطرح أسئلة عن أسباب تراجع اللغة العربية بعدما كانت رائدة مدة قرون، وكانت تدرس بها الرياضيات والطب، كما استنبط اسم الطب بالفرنسية من مادة ابن سينا في كتابه لمقياس الطب.
ومن جهته أثنى رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد على جامعة الجيلالي اليابس التي تعد الوحيدة على المستوى الوطني التي جمعت بين المنظومة العربية الوطنية والتعليم العالي لأجل التقرب من تلاميذ الثانويات جامعيو المستقبل والاهتمام بالتنمية البشرية.
واعتبر المتحدث اللقاء فرصة للتعريف باللغة الوحيدة التي صمدت أمام الحضارات والتي لابد من التضحية والمثابرة لإبقائها في مصاف اللغات الراقية والنهوض بها في شتى مجالات الحياة، دون انتظار أي قرار سياسي خصوصا وأن هناك خريطة لغوية سيتم تجسيدها آفاق 2030، موضحا أن العربية هي اللغة الوحيدة التي تتحكم في اللغات فهي لغة أممية وجب الاهتمام بها من خلال المشاركة في الأعمال التي تحميها، وحث صالح بلعيد الباحثين على التطوعّ اللغوي والاسهام في تطويرها، دون انتظار قرار سياسي من لدن الحكومة. مضيفا أنه أصبح لزاما تركها للشباب لتطويرها وتوظيفها في مجال الذكاء الاصطناعي ومختلف العلوم. ولأن 90% من الشباب في المدارس والجامعات يدرسون اللغة العربية فلا بد من اشراكهم في تطويرها، كما حدث للثورة الجزائرية التي عندما رموا بها إلى الشارع احتضنها الشعب وانتصرت، فلا بد من رمي اللغة العربية للشباب فيطوّرها.
وقد استشهد بلعيد بمبادرة طبيب من ولاية جزائرية قام بكتابة وصفة طبية بالعربية، ولقي عقبات كثيرة حيث تدخل المجلس الأعلى للغة العربية لحلها مع الصندوق الوطني للتأمين الاجتماعي والصيدليات، حتى أصبح كل أطباء المنطقة يكتبون الوصفة بلغة الضاد ولغة الحلق التي لا توجد في اللغات الاجنبية الأخرى.
وقال إن ذلك لا يتأتى إلا بالتطوّع اللغوي وبالتحلي أيضا بروح المبادرة والإشباع اللغوي في المنظومة التربوية، عن طريق المحاكاة واستعمال المهارات والحوار والسماع ثم الكتابة، ما سوف يحمي تلك اللغة، مضيفا أنه يشجّع التعددية اللغوية النفعية، على أن تكون اللغة العربية هي الأصل دون إهمال استعمال اللاتينية الأبجدية في المنصات والعلوم حتى لا نتخلف قرونا عن العالم.
ويتخوّف رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن تقضي ما أسماها بـ«كوليرا اللغات” على اللغة العربية، كما قضت على لغات العديد من الدول إلى أن اندثرت، مشيرا إلى أن اللغة العربية تستعملها 6 دول في العالم كلغة رسمية، و12 دولة أجنبية تستعملها كلغة أجنبية أولى و28 دولة أجنبية تجعلها لغة رسمية ثانية وتعد القطب الأرطوفوني الثاني بعد الانجليزية لابد من ترقيتها وحمايتها.
ووعد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية بتخصيص شهر مارس لتنظيم ندوات ولقاءات بالمدارس والمتوسطات لترقية اللغة العربية. ,