تروي الكلمة المنظومة وسياقاتها طريق الشاعر وتحكي تفاصيلها تأثير كل محطة في نفس المبدع، هكذا انطلقنا في حوار جمعنا مع الشاعر إبراهيم بلول الحداد ابن ولاية الوادي الفائز بالمرتبة الأولى في فئة الشعر الفصيح، عن مسابقة جائزة أول نوفمبر التي تنظمها وزارة المجاهدين وأعلن عنها نهاية ديسمبر الماضي، حيث يعتبر الشاعر أن الشعر يمثل بالنسبة له الحياة بدرجة أولى، مصرحا «الشعر شيء مني وأطمح أن أكون شيئًا منه»..
- «الشعب»: خلف مسار كل شاعر قصة، ما هي قصة الشاعر ابراهيم بلول الحداد؟
-- إبراهيم بلول الحداد: لا يمكنني الوقوف على قصة معينة، لكن كل شاعر يتكئ على مجموعة من القصص والتجارب التي تساهم في بناء خلفيته الشعرية ورؤيتهُ، مررتُ بالكثير من التجارب المحزنة والسعيدة، هناك الكثير من الأشياء استهلكت حرفي كالوطن، الحب، الغربة والمرض.
- تحصلت مؤخرا على جائزة وطنية، هل من تفاصيل أكثر حولها؟
-- كان نصْرا أيّدني الله به، هي مسابقة لجائزة أول نوفمبر وكان موضوع القصيدة وطنيا حول موضوع الثورة التحريرية، حاولت معالجة هذا الموضوع برؤية مختلفة بطابع حداثي، أرسلت مشاركتي مع الكثير من شعراء الجزائر الشباب وشاء الله أن يتوّج نصي بالمرتبة الأولى.
- حدثنا عن هذه التجربة وما الأثر الذي تركته فيك؟
-- إنها تجربة جميلةً، في الحقيقة كنت متوقعا فوزي، منحتني الكثير من الثقّة حتى أظهر لجمهور الشعر، وكانت بمثابة امتحان لتقييم شعريتي ونصّي ودافع للفوز بجوائز أخرى.
- العمل الذي قدّمته، ما الذي جعله مميزا حتى استطاع نيل قبول لجنة التحكيم برأيك؟
-- لا يمكنني الوقوف على شيء ما، لأن للشاعر رؤيتهُ وللجان التحكيم رؤيتها أيضا، والسبب الذي جعل نصّي يتوّج ربّما هو أنني قد أكون أفلحتُ في معالجة موضوع الثورة التحريرية بلغة شاعريّة، بعيدا عن التقريرية والمباشرة وأنا شاكرا جدا لكل لجان التحكيم التي تنتصر للنص الجيد.
- ما الإضافة التي تقدّمها الجوائز في مسيرة أي مبدع؟
-- الجوائز لا تصنعُ الشاعر، الخلواتُ وحدها من تصنعه، لكن مثل هكذا مسابقات تجعل الشاعر يرى النُور ويظهر بنصّه أمام الجميع.
- هل تعد جزء مهما في صقل شخصية الشاعر مثلا؟
-- نعم، مثل هكذا محطات تكسب الشاعر ثقةً ودافعًا كبيرا نحو الإبداع والابتكار والتجديد في طريقه الشعريَّ، أيضا تنبههُ لجودة نصّه وما يمكن تداركهُ وما يمكن الاشتغال عليه.
- لديك ديوان شعري، كم من قصيدة ضمها وما المواضيع التي قدمتها من خلاله؟
-- لدي ديوان شعري لا يزال مخطوطًا، فيه عدد كبير من القصائد التي قد تتجاوز 20 قصيدة بين العمودي والتفعيلة، آمل في الأيّام القريبة أن أوفق في طبعهِ حتّى يتسنّى للجميع قراءته، تناولت فيه الكثير من المواضيع وكل ما قد ينتاب خلوة الشاعر ويعكّر صفوهُ الشعريِّ.. كالوطن والغربة والحزن والحب والفخر..
- ما هي مشاريعك المستقبلية وهل من أعمال جديدة تعمل عليها في الوقت الحالي؟
-- في الحقيقة ليست لدي مشاريع واضحة، لكنني أطمح أن أصبح شاعرا جيدا وإنسانا يجمع الإنسان ويدافع عنهُ.