ألقى الأستاذ الدكتور نضال قسوم بقصر الثقافة مفدي زكرياء، محاضرة متبوعة بنقاش جاءت تحت عنوان «الثقافة العلمية وأهميتها اليوم»، وذلك بحضور وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال، إلى جانب كلا من رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبدالرزاق قسوم، والدكتور عبدالله عثامنية..
تناول البروفيسور نضال قسوم في المحاضرة حيثيات ماهية العلوم الثقافية، محددا الجانبين الرئيسيين للثقافة العلمية المتمثلان في المعرفة العلمية الأساسية وثقافة العلم، حيث فصّل في كلا المفهومين مستدلا في ذلك بأمثلة عديدة .
وفي ذات الصدد ذكر المتحدث بأن للثقافة العلمية معان عديدة مكملة لبعضها البعض التي تستوجب توفر المعلومات العلمية الأساسية لدى الجمهور العام، إلى جانب مدى فهمه لمنهجية وآليات العلم، مضيفا بأن هناك فرق بين المعلومات العلمية وبين المنهجية، كما أوضح بأن هذا الجانب خاصة يكاد يكون مغمورا وغير معروف لدى معظم الناس.
وفي نفس السياق، ذهب المتحدث الى جانب آخر تمثل في مواقف الجمهور العام تجاه العلوم، بما فيها دعم المجتمع للعلوم والتكنولوجيا، كما جاء على لسانه في هذا السياق: «إن ثقافة العلم هي تقدير وتبنَي وتطبيق المبادرة العلمية على المستوى الفردي والمجتمعي، كما أن العلوم والتكنولوجيا تلعب أدوارا حيوية في حياتنا، على غرار الجانب الصحي والأوبئة واللقاحات، والمضادات الحيوية»، مشيرا إلى أن كل هذه النقاط يفترض أن يحمل المتعلم ابجديات المعرفة حولها، هذا الى جانب تفريقه بين أنماط الغذاء، ومعرفته عن محتوى المواد المضافة ومدى خطورتها وسبب منعها أحيانا.
كما تطرّق إلى أمثلة كثيرة، تدخل في مجال ثقافة العلم التي تختلف نوعا ما عن المعرفة العلمية، التي تمكن قدرة الفرد على تقييم المعلومات العلمية بشكل نقدي، كما سمحت له المناسبة بطرح نتائج الاستطلاع الجماعي الذي رافقه فيه ثلة من الأساتذة والدكاترة من مختلف العالم الإسلامي، وتمكنوا من خلاله كشف بعض القضايا المثيرة للاهتمام والمتعلقة بالعلم والتعليم التي استدعت إلى دراسة أكثر تعمقا في المجال، كما نوّه المتحدث إلى التأثير السلبي للتكنولوجيا الرقمية على المعرفة العامة وفهم الشباب، حيث يمزج العلم الصحيح مع العلم المزيف إلى جانب تداعيات نظريات المؤامرة التي تترصد وتتصيد الفرص لتشويه الأفكار البناءة.
للإشارة، دعت وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال البروفيسور لأن تكون محاضرة «الثقافة العلمية وأهميتها اليوم» بداية لسلسلة المحاضرات العلمية الفكرية التي ستشرف عليها الوزارة، من أجل غرس كل ما هو ثقافة الفكر والمعرفة في مجتمعنا، وهذا وفقا لما جاء في مداخلتها المقتضبة.