سيحتضن العديد من النشاطات والفعاليات الثقافية

المسرح الروماني بسكيكدة يعود إلى الواجهة

سكيكدة: خالد العيفة

افتتح المسرح الروماني بسكيكدة، أبوابه من جديد أمام الجمهور، بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة، من قبل مديري الثقافة والسياحة والصناعة التقليدية بالولاية، حيث أوضح مدير الثقافة زكريا بوضياف، أن الافتتاح كان مميزا، خصوصا وأن غلق المسرح، دام أكثر من 17 سنة بسبب أشغال الترميم، وكذا اكتشاف الركح الأصلي للمسرح ومدرجاته الأصلية سنة 2010، حيث كانت مطمورة على عمق حوالي 3 أمتار عن سطح الأرض، إلى جانب تسجيل عملية جديدة مستعجلة سنة 2016، بعد العثور على قناة لمياه الشرب تعبر المسرح الروماني وتعود إلى الحقبة الاستعمارية، وما أحدثته من تسربات أثرت سلبا على البنية التحتية للمسرح.

أكد مدير الثقافة، أن هذا الفضاء الثقافي والسياحي، سيكون إضافة حقيقية إلى المخزون الثقافي بالولاية، وسيحتض العديد من النشاطات والفعاليات الثقافية.
وتعدّ أشغال الترميم واسعة النطاق التي خضع لها المسرح الروماني منذ سنة 2003، أطول عملية ترميم لمسرح روماني في الجزائر، وما عرفته العملية من تأخّر في استكمال تلك الأشغال التي اعترضتها العديد من المشاكل التي كانت تظهر بين الحين والآخر أثناء أشغال الترميم، وهي مشاكل وعوائق لم تكن متوقّعة، على غرار اكتشاف الركح الأصلي للمسرح ومدرجاته الأصلية سنة 2010، حيث كانت مطمورة على عمق حوالي 3 أمتار عن سطح الأرض، إلى جانب تسجيل عملية جديدة مستعجلة سنة 2016 بعد العثور على قناة لمياه الشرب، تعبر المسرح الروماني وتعود إلى الحقبة الاستعمارية، وما تحدثه من تسربات أثرت سلبا على البنية التحتية للمسرح، الأمر الذي تطلّب تدخل مؤسسة «الجزائرية للمياه» لتحويلها إلى خارجه، إلى جانب أشغال تدعيم مدرجات المسرح، مع إنجاز شبكة تصريف مياه الأمطار، ومن ثمّة الشروع في إنجاز المنصة، وغيرها من الاشغال.
وحسب مصادر محلية، فإن الأشغال الاستعجالية استهلكت غلافا ماليا إجماليا يقدر بـ04 ملايير سنتيم، ومسّت أيضا أشغال تهيئة الحديقة الأثرية المجاورة له، إضافة إلى تخصيص مبلغ إضافي قدر بأكثر من ملياري سنتيم لأشغال إعادة التهيئة من خلال إنجاز المرافق الملحقة، كالأجهزة الصوتية والإنارة الخاصة بالمسارح، قد تمّ اقتراحها بناء على توصيات خبراء في علم الآثار من الوزارة الوصية، كانوا قد عاينوا الوضعية السابقة التي آل إليها المسرح الروماني، بالخصوص بعد توقف أشغال إعادة الترميم التي انطلقت تقريبا سنة 2006.
كما أدى اكتشاف المدرج الروماني الأصلي إلى إخضاع الموقع من جديد لدراسة استعجالية ثالثة، بعد أن تمّ رصد غلاف مالي قدّر بحوالي 03 ملايين دينار، خصّص للقيام بأشغال إعادة الوجه الحقيقي للمسرح الروماني، كما كان في سابق عهده.
للإشارة، بُني المسرح الروماني «الفوروم» بمدينة سكيكدة، والذي يعدّ واحدا من بين أكبر المسارح التي شيّدها الرومان في إفريقيا الشمالية، بعد الاحتلال الروماني للمدينة سنة 45 قبل الميلاد، أثناء حكم الإمبراطور هادريان، وذلك حسب مصادر تاريخية، وجرت توسعته بهبة مالية من إيميليوس بالاطور.
وكان المسرح عند تشييده أول مرة، يتّسع لـ6 آلاف متفرج؛ أي أكبر من مسرحي تيمقاد وجميلة، ويُعتبر نسخة طبق الأصل لمسرح لبدة في ليبيا، يتكوّن من خشبة وأوركسترا ومدرجات وأبواب وممرات علوية، تؤدي إلى المدرجات، وأبواب أخرى تؤدي إلى المقصورات الفردية.
وخلال عهد الاستعمار الفرنسي قام هذا الأخير بتدمير أجزاء منه خاصة منصة «براكسينيوم» التي بُني فوقها ثانوية النهضة للبنات، وصُنف المسرح الروماني سنة 1967، وبقي تابع للبلدية إلى غاية 2012، حيث نُقلت ملكيته إلى قطاع الثقافة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024