في إطار الإحتفالات الوطنية والرسمية برأس السنة الأمازيغية الجديدة، التي أقيمت تحت شعار «يناير..للأرض عطاء..وللهوية مراسيم»، يتواصل لليوم الثاني والأخير احتضان مركز الفنون والثقافة قصر رياس البحر للعرس الثقافي الذي حمل بطاقة تعريف سياحية لمنطقة بني مزاب، وذلك بقيادة جمعية «ترست ن اغلان» القادمة من ولاية غرداية، في حين تخللت الفعالية على غرار اليوم الدراسي الخاص بـ «سبل تسويق الموروثات الشعبية والاستثمار»، الذي نشّطه أساتذة في ذات الاختصاص، وصلات فلكلورية أمتعت الزوار، ومكّنته من اكتشاف العمق الحضاري والتراثي لما تحمله الرسالة الوطنية لاحتفالات يناير.
صرّحت مديرة الثقافة والفنون لقصر رياس البحر فائزة رياش لـ «الشعب»، أنّه بمناسبة الاحتفال بيناير رأس السنة الأمازيغية قرّروا أن تكون غرداية ضيفة شرف الطبعة بالتعاون مع مديرية الثقافة والفنون لولاية غرداية، ولذلك ـ تقول ـ أتت هذه التظاهرة للاحتفاء بالتراث اللامادي، وبهدف تثمين الاحتفالات الشعبية التي تشكّل رافدا مهما من روافد الذاكرة والهوية الوطنية، وعليه فإنّ مشاركة جمعية «ترست ن اغلان» الوافدة من غرداية عكفت خلال اليومين بالتعريف بمنطقة بني مزاب وساهمت بدورها في استعراض الموروث الخاص بالمنطقة، على ضوء معروضات متنوعة تكرس ثراء الرصيد التراثي للمنطقة، وذلك من خلال الحرف التقليدية والأطباق التقليدية المزابية.
كما أضافت ذات المتحدّثة، بأنّ التظاهرة عرفت فاصل فلكلوري نشطته «فرقة الداينان» المعروفة في منطقة «شنوة»، حيث استقطبت هي الأخرى أنظار زوار قصر الرياس، الذين استمتعوا وتفاعلوا مع أجواء البهجة التي زيّنت وسط الدار، تعبيرا بما جادت به قريحة الفرقة الفنية التي لم تبخل عليهم بالتعريف بالطابع الغنائي الذي تشتهر به المنطقة، إلى جانب عادات وتقاليد جبل شنوة.
وفي سياق متصل، وتأكيدا على قيمة «يناير» ببعده التاريخي والاجتماعي والثقافي التراثي تناول على هامش الحدث يوما دراسيا حول «التطور البشري والاستيطان البشري في الجزائر» من تقديم الاستاذ دريسي سليم، أما المداخلة الثانية فهي للدكتور عمار هداجي رئيس جمعية تغجمنت في التراث القيمة المعنوية للاحتفال بالمناسبات التراثية واحيائها في منطقة توات، مع إبراز دور هذه المناسبة في تثمين الثقافة المحلية، حيث تمّ التركيز على سبل تسويق الموروثات الشعبية والاستثمار في هذه الممارسات والاحتفالات بهدف إعطائها بعدا سياحيا، وتصورا يمكن من خلالها تحريك عجلة التنمية السياحية، وإعطاء حيوية للديناميكية الثقافية.
للإشارة، أشرفت جمعية «ترست ن غلان» على تقديم أكلة الرفيس ومشروب تاكروايت للزوار، هذا ومن المنتظر أن يحتضن ذات القصر يوم 12 إلى غاية 15 من الشهر جاري معرض لـ 14حرفيا من الجزائر العاصمة، سيستعرضون الحرف المتعلقة بتراث الجزائر والموروث الثقافي من فخار، صناعة الصابون، صناعة الزجاج، الطرز، إضافة الى القعدات الشّعبية التي تشتهر بها أغلب مناطق الوطن، وذلك على مستوى قصر 17.