حظي الفنان المسرحي فوزي بايت صاحب الدور الرئيسي في مونودرام «كياس ولاباس»، الذي صنع الفرجة في تظاهرة الأيام الإفريقية للمونودرام بولاية الأغواط، بتكريم خاص من قبل مديرة الثقافة والفنون بالنيابة لولاية بومرداس صبرينة باندو، تقديرا لمجهوداته واعترافا بموهبته الفنية التي سمحت لفرقة «مسرح الصخرة السوداء» باعتلاء المنصة الشرفية والفوز بجائزة الحبارة الفضية.
جاء هذا التتويج الذي توشّحت به الفرقة المسرحية الهاوية الصخرة السوداء لولاية بومرداس في ظرف استثنائي مرّ به قطاع الثقافة والفنون محليا ووطنيا، بسبب تداعيات جائحة كورونا التي أدخلت المشهد في سبات عميق لعدة أشهر نتيجة تعليق أغلب النشاطات، وتوقف إنتاج الفرق والنوادي الناشطة في مختلف الحقول الفنية على رأسها ميدان الفن الرابع، الذي يبقى هو من يقود القاطرة على المستوى المحلي، رغم كل الظروف الصعبة التي تحيط به.
كما جاء التتويج بـ «الحبارة الفضية» وافتكاك المرتبة الثانية خلال تظاهرة «الأيام الإفريقية للمونودرام» في طبعتها السادسة التي احتضنتها ولاية الأغواط في الفترة من 22 إلى 27 ديسمبر الماضي، لتطبع نهاية سنة 2021 بإنجاز خاص ومتميز للفرقة المسرحية وكل الأسرة الناشطة على عدة مستويات فنية، بالنظر إلى المرحلة المضطربة التي سبقت التحضيرات للموعد وصعوبة العودة وتجميع الطاقات الشبانية، بعد ركود طويل كان له تأثير سلبي كبير على حقل الإبداع والجمهور معا.
ونظرا لأهمية الانجاز من الناحية الرمزية والفنية، كان لا بد للقائمين على قطاع الثقافة من تقديم التفاتة بسيطة لأعضاء الفرقة المتوّجة، بداية بالممثل الرئيسي فوزي بايت الذي جسد بطل القصة، وهي شخصية «العياشي» الذي يعمل كياسا في الحمام، وكيف حاول إبراز حق البسطاء في السعادة والاستمتاع بحياتهم العائلية كغيرهم من الأشخاص، إلى جانب رئيس الفرقة ومخرج الملحمة الدرامية عبد الغني شنتوف، الذي يملك هو الآخر باعا طويلا في المجال وتجربة مسرحية أثرت المشهد المحلي والوطني بعدة أعمال رائدة، مثلما كان عليه الحال لعدة متوجين السنة الماضية من بينهم مخرج الفيلم الوثائقي «تادلس» صالح بوفلاح.
تجدر الإشارة، إلى أنّ التظاهرة التي مكّنت فرقة الصخرة السوداء من البروز والتتويج شهدت مشاركة نوعية ترجمتها عدد الفرق المتنافسة بأعمال فنية راقية، ممثلة لعدة دول لها باع طويل في ميدان الفن الرابع، نذكر منها عرض «صورة ماريا» و»الحباى الذهبية» من مصر، «غربة» من موريتانيا، «بدون تأشيرة» من ليبيا، «مريض» من تونس ومونودرام آخر من دولة البنين بعنوان «دموع سيزر»، في حين مثّلت الجزائر ثلاثة عروض فنية هي «لالونا» من مسرح سيدي بلعباس، «استدعاء» من ولاية تيارت وعرض «كياس ولاباس» من بومرداس.