كان لجائحة كورونا والتدابير الاحترازية المفروضة للحيلولة دون انتشارها الأثر البالغ على المشهد الثقافي بولاية تندوف، امتدت إلى ما بعد رفع الحجر الصحي وعودة الحياة الطبيعية إلى شوارع الولاية، حيث استمر تعليق النشاطات الثقافية الرسمية بسبب التخوف من عودة انتشار الفيروس بين أوساط المواطنين واستمرار الحجر الصحي في بعض الولايات الأخرى.
تعليق النشاطات الثقافية الرسمية واستمرار الغلق الاحترازي للمرافق الثقافية، ساهم بشكل كبير في انتشار ظاهرة النشاطات الثقافية الافتراضية التي وجد فيها الجمهور التندوفي ضالته، حيث عمد بعض الفنانين المحليين خلال سنة 2021 إلى تقديم عروض ثقافية وسهرات فنية ومسابقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي خطوة لاقت استحسان المواطنين رغم اقتصار هذه الأنشطة على بعض الطبوع الثقافية فقط.
إجراءات الغلق الاحترازي للمرافق الثقافية مكّنت الفنانين من مراجعة أنفسهم وتقييم مستواهم الفني، ودفعتهم إلى البحث عن أفكار فنية جديدة وغير مستهلكة، حيث شهدت سنة 2021 إنتاج الفيلم القصير «طين» من طرف بعض الهواة بإمكانيات خاصة، إلى جانب بعض الأعمال الفكاهية التي تم بثها للجمهور خلال شهر رمضان عبر منصات التواصل الاجتماعي، وانتعاش ورشة الخط العربي التي نظمتها جمعية أصيلة للفنون الجميلة بالتعاون مع بعض المساجد بالولاية.
الطرق المبتكرة من طرف الفنانين لتنشيط الساحة الثقافية، بعد رفع إجراءات الحجر المنزلي لم تلب رغبات مواطني الولاية المتعطشين للثقافة والفن، حيث غابت عنها العديد من الأنشطة الثقافية، على غرار جلسات الموسيقى والشعر الحسّاني، إلى جانب استمرار إجراءات الحجر في بعض الولايات المجاورة والقيود المفروضة على الأنشطة الثقافية في هذه الولايات، وهو الأمر الذي فرض على الفنانين المحليين البقاء في إقليم الولاية والاكتفاء بتنظيم نشاطات ثقافية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.