عالجه عليلي عبد السلام في كتابه

الإعلام الرّقمي بدأ يتلاعب باتّجاهات الرّأي العام ويصنع وعيه

باتنة: حمزة لموشي

 تدعّمت المكتبة الجزائرية والعربية بإصدار جديد ومميّز في تخصص الإعلام والاتصال للدكتور عبد السلام عليلي والموسوم بـ «الإعلام الرقمي وتنمية الوعي الأمني والسياسي»، في طبعة فخمة صدرت عن دار الفكر العربي للنشر والتوزيع في 400 صفحة مُتوقّع من مضمونها إثراء المشهد الأكاديمي كونه يعالج قضايا الراهن، كما يرتقب أن يحقق الكتاب نجاحا كبيرا، لكونه من بين الإصدارات القليلة الهادفة والقيمة التي تناولت هذا الجانب.
 يتناول الكتاب حسب ما كشف عنه الدكتور عبد السلام عليلي في تصريح لـ «الشعب»، لخمسة محاور هامة يتمثل الأول في الوعي الرقمي ودوره في تشكيل ثقافة التغيير، ليعالج المحور الثاني تحديات الإعلام الرقمي وتزييف الوعي، في حين خُصص المحور الثالث للإعلام الرقمي وتعزيز الوعي بقضايا الإنماء المعرفي والتنمية المستدامة، أما المحور الرابع ففصل فيه عليلي حول التربية الإعلامية الرقمية، ودورها في تشكيل الوعي المجتمعي نحو التعايش ونبذ التطرف، ليختتم الكتاب بمحور خامس تناول إسهامات الإعلام الرقمي في تنمية الوعي الأمني والسياسي.
وأشار عليلي وهو أستاذ جامعي تخصص إعلام واتصال بالمركز الجامعي «سي الحواس» ببريكة بولاية باتنة، إلى أنّ الفضاء الإعلامي يشهد تناميا لدور الإعلام الرقمي في نقل المعرفة وبناء الوعي بمختلف مستوياته، قائلا إنّه لم يلبث أنْ تحوَّل إلى وسيلة من وسائل التحرر وتحقيق الانصهار الاجتماعي، وتبادل الآراء والأفكار في كل الميادين بشكل كسر معه كثير من المحظورات، لما يتميّز به من قدرة عاليةٍ على الإفلات من قيود الرّقابة وحواجز السّيطرة ليتحوّل إلى وسيلة لصناعة الوعي بمعناه الإيجابي أو السلبي، ولاسيما لدى الشباب الذي يُشكِّل النِّسبة الأكبر من جمهور مستخدمي الأنترنت ووسائل الإعلام الجديد.
وإسهاما منه كمتخصّص في الإعلام والاتصال، يضيف عليلي أنّه أصدر الكتاب ليُبرز كيف أن الإعلام الرقمي بدأ يتلاعب باتجاهات الرأي العام، ويصنع وعيه بحسب من يريد أن يوجهه في وقت تشهد فيه المنطقة العربية وعياً سياسيا واجتماعيا، تمثل في رفض الاستبداد والفساد وتنامي الوعي في الحفاظ على الهوية ورفض التبعية.
وقد تمّ توظيف الإعلام الرقمي حسب عليلي في تنمية هذا الوعي وتنظيم آليات التعبير عن ذلك، ولتحقيق التوعية الأمنية والسياسية يجب أن تكون هناك إستراتيجية واضحة المعالم تتبنّاها مختلف مكونات المجتمع، مستدلا بمعاناة الإعلام الجزائري من مشكلات عديدة كالتبعية والتقليد والصور النمطية والتضليل، والأخطر من كل هذا ـ حسب عليلي - أن القيم الخبرية في وسائل الإعلام الجزائرية أصبحت مستوردة، ولا تعكس واقع المجتمع الجزائري
كما لاحظ صاحب الكتاب وهو عضو اتحاد الإعلاميين العرب، وعضو الشبكة العربية للإعلام الرقمي وحقوق الإنسان، أن الكثير مما يبث في الفضائيات الخاصة هو مادة تهدد القيم والعادات والتقاليد والدين الحنيف والنسيج القيمي والأخلاقي في المجتمع، فانعدام الأمن الإعلامي على سبيل المثال هو التبعية والتقليد والانجراف، وتفشي وانتشار قيم وعادات لا تمت بصلة لقيم وعادات المجتمع الجزائري.
وألحّ عليلي على ضرورة تحمل المؤسسات الإعلامية لمسؤولياتها الاجتماعية، وإيلائها اهتماما كبيرا للقضايا الأمنية والسياسية وبالوعي الأمني، وأن تتعامل معها بحرفية ومهنية، وليس بمنطق السبق الصحفي والإثارة، وغير ذلك من التفكير التجاري للممارسة الإعلامية. وهنا يتوجّب على وسائل الإعلام وعلى الأجهزة الأمنية والمجتمع المدني ـ يقول ـ التنسيق والتعاون للتعامل مع القضايا الأمنية بحرفية ومهنية ومسؤولية، إضافة إلى ضرورة الاستثمار في الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي نظرا للإمكانيات الكبيرة والقدرات الهائلة التي تتميز بها لتحقيق التواصل والحوار والنقاش من أجل توعية أمنية وسياسية فعالة تخدم المجتمع برمته، بغية الوصول إلى إنتاج جيل مثقف أمنياً وسياسيا، قادر على مواجهة أساليب الإسقاط وخبث المتآمرين على الجزائر، ازدياد حملات التطوع والمبادرات التي تستخدم في مجال حماية المجتمع وتعزيز صمود الطبقات المهمّشة مثل المرأة، والحفاظ عليها من الاستغلال والابتزاز، والتخفيف أو القضاء على التخابر مع الدول الأجنبية.
ونشير في الأخير، إلى أنّ الدكتور عليل من أهم كتّاب الإعلام والاتصال، صدرت له العديد من المؤلفات النوعية والقيمية على غرار «مناهج البحوث الإعلامية»، «الصحافة الإلكترونية وسيلة إعلامية حديثة»، «العلاقات الجزائرية الأمريكية ما بعد 11 سبتمبر 2001 وآفاقها المستقبلية»، «مدخل للاتصال والعلاقات العامة»، و»أسس وقواعد البحث العلمي»، وهي مؤلفات علمية وأكاديمية أثرت المكتبة الجامعية بالجزائر والعالم العربي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024