تصدّر كتاب «عصارة الفكر المقاوم في الواقع والمواقع»، لمؤلفه عبد الله بغاشي رفوف المكتبات الجزائرية بعد النجاح اللافت الذي حققه بمضمونه المتميز في طبعة فخمة راقية، سافر بالقراء من خلال 216 صفحة إلى عدة عوالم تتناول السلبيات المستقرة في قلوب بعض البشر وعقولهم، والمتفشية في سلوكاتهم، حيث تلهج بها ألسنتهم وتقترفها جوارحهم.
تدّعمت المكتبة الأدبية بالجزائر بمؤلف جديد تم إصداره مؤخرا، للشاب الطموح عبد الله بغاشي الذي وصف في تصريح لـ «الشعب»، مُؤلفه بأنه باكورة جهد عدة سنوات وهي مجموعة أفكار راقية بامتياز تطرق من خلالها للعديد من المجالات بطرق أبوابها، سواء ما تعلق بالحب والسياسة وتعزيز الثقة بالنفس والصمود في وجه السلبيين، وكيفية التغلب عليهم في معزل أو في مجمع بأفخاخ فكرية بسيطة في عمومها ومعقدة في بعض جزئياتها، وكذلك في بعض الأغلاط المنتشرة في مجتمعنا وكيفية التعامل معها ومحاولة تصحيحها، باستعمال لغة الفكر المنطق بالبعد الثلاثي وحتى الرباعي الأبعاد، يضيف بغاشي، خاصة وأنه موجه لكل فئات وشرائح المجتمع يعالج أيضا الظلم الاجتماعي المسلط على الفئات الهشة من طرف الفئات التي استحوذت على مقاليد التسيير وزمام الأمور.
وعن بداياته في مجال الكتابة، أوضح بغاشي أنها كانت في وريقات وكتابات على الهاتف النقال عن طريق تصوير الشاشة، والاحتفاظ بها لفترة معينة بعدها تكونت عنده العديد من المقولات المختصرة لكلام طويل أو تجربة معينة أو حادثة وقعت له أو أمامه أو سمع بها أو عايشها، ليقوم بتوثيقها في هذا المؤلف المميز، الذي جعله يكتسب تجربة خاصة في مجال التأليف، منتقدا عدم منح الكتاب خاصة الشباب منهم مكانتهم المقبولة وفرصتهم الحقيقية، كونهم في حاجة لمن يهتم بهم من الناحية المادية والمعنوية وحتى التقييمية.
ويرى بغاشي بخصوص انتشار ظاهرة الكتابة بالعامية أنها ظاهرة صحية فنيا في حدود المقبول والمعقول، قائلا بأنه مع إدخالها في النص الأدبي بشكل قليل، بحيث يليق وينسجم ويتناغم مع ألفاظ اللغة العربية الفصحى دون تعكير صفو القارئ وكسر شغفه وحبه الكبير بالمطالعة، أي كلما اقتضت الضرورة الأدبية والفنية ذلك وفي إطار ما يضمن الشوق والمتعة للقارئ.
وعن تجربته في الكتابة فأوضح بغاشي أنه كغيره من الكتاب الجدد الشباب واجهته عدة عوائق، كعدم الاهتمام بمؤلفاتهم وقسوة بعض أشباه الأدباء الذين نصبوا أنفسهم أو نصبوهم أوصياء على لغة الفكر والأدب، إضافة إلى تماطل دور النشر في طبع مؤلفاتهم أو الاستهزاء بها.
وفي ما يتعلق باختياره لعنوان: «عصارة الفكر المقاوم في الواقع والمواقع»، أكد بغاشي بأنه رأه مناسبا جدا لمضمون أفكاره ويتناغم معها، وهو عصارة فكرية أي نتاج لجهد فكري أو لحل مشكل أو مشاكل أو إعطاء حل أو عدة حلول برأي سديد أو بالتنبيه للأشياء السلبية واستبدالها بالأمور الايجابية، مضيفا أنه يراد من خلاله إيصال أفكار في بعض المسائل والأمور التي تتعلق بعامة الأفراد والمجتمعات، وتغيير فكر وثقافة وعادات وتقاليد الإنسان سواء كان على المستوى الفردي أو الجماعي بشكل سلبي أو إيجابي.
