راهنت البروفيسور ربيعة برباق من جامعة تبسة على الدور المنوط باللغة العربية في المستقبل، وذلك من خلال ما يجب أن يتبناه العرب من منتوج علمي وفكري وأدبي، ورافعت من أجل النهوض بهذه اللغة الحية التي ما فتئت تزاحم اللغات العالمية الأخرى، من أجل استعادة مكانتها، بالرغم من تزحزحها في مراتب التناول والاهتمام، إلا أنها مازالت تتحدى عالم الحداثة ببصمتها التي مازالت تشكل الحاجز المسيطر سواء في عالم الترجمة إلى جانب عالم الأدب واللسانيات.
ذكرت البروفيسور ربيعة برباق في تصريح لـ»الشعب»، بأن اللّغة العربية من اللّغات العالمية التي لا تتميز باتساع رقعتها الجغرافية فحسب، بل هي لغة تختص بتاريخ طويل، وتقديس كبير من أبنائها لارتباطها بالنص القرآني من ناحية، وبتراثهم الأدبي من ناحية ثانية، قائلة بأنه علينا أن نميز بين العربية الفصحى والعاميات الدارجة، حيث تشهد الفروق بينهما اتساعا كبيرا مع مرور العصور، فبينما يزداد عدد المتكلمين بالعاميات التي تكتسب من الممارسة الفعلية للغة، ويتسع استعمالها على حساب الفصحى في مختلف المجالات العامة، كالصحافة والتدريس والتأليف، يضيق مجال استخدام الفصحى شيئا فشيئا في هذه المجالات، وأشارت إلى أن الفصحى تعاني عزوفا عنها من طرف أبنائها الذين يتجهون نحو العامية الجاهزة، التي لا تحتاج مدارس من جهة، ونحو اللغات الأجنبية المسيطرة على مجال التكنولوجبا والإعلام العالمي الذي جعل العالم كله قرية واحدة، السيطرة فيها للغة الأكثر إنتاجا، والتراجع فيها للأكثر استهلاكا.
وأضافت المتحدثة في نفس السياق، بأنه في ظل هذا الوضع تبذل جهود حثيثة من طرف الهيئات المختصة بتعليم اللغة العربية وترقيتها والنهوض بها، قصد إعادتها إلى سابق تفوقها الذي فرضته بما ينتجه أبناؤها من فكر وعلم وأدب. مبرزة الجهود التي تحاول النظر في مناهج تعليمها وسياقات تعلمها، واستغلال العلوم اللّغوية المعاصرة والتكنولوجيا المتاحة لتعليمها لأبنائها أولا، ثم لغير الناطقين بها من المسلمين وغيرهم.
وأكدت ربيعة برباق على أن الواقع يظهر عجزا واضحا عن تحقيق الأهداف المنشودة إلى حد الساعة، إذ مازالت الدول العربية تستورد العلوم والتكنولوجيا، وتحاول نقلها عن طريق الترجمة والاقتراض والتعريب، قائلة بأنه رغم أهمية ذلك كله، إلا أنه لا يكفي، لأنه يجعل السبق والإقبال دائما للغات المنتجة وأولها اللغة الانجليزية، لذلك فإن مستقبل اللغة العربية مرهون بما ينتجه العرب من علم وفكر وأدب رفيع.