يحتكم قصر رياس البحر على مصلّى الرياس أو مصلّى «قاع السور» ومدرسة قرآنية بقيت أبوابهما موصدة، حيت لم يفتحا للزوار بعد عملية الترميم التي مست القصر، لينفض عنهما الغبار بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، الذي نظمه، الأثنين، مركز الفنون والثقافة قصر رياس البحر، بإطلاقه لمعرض دائم، يتضمن تصورا علميا لمدرسة قرآنية تقليدية بالمعايير القديمة، تحت عنوان «مسيد» وهي التسمية المتداولة قديما للمدرسة في الأوساط الشعبية.
اعتبرت وزيرة الثقافة والفنون د.وفاء شعلال، إحياء المولد النبوي الشريف، بمثابة تكريس لتقليد اعتاد عليه شعبنا لإبراز تمسّكه بثقافته الإسلامية والقيم السامية المثلى للدين الحنيف والتي يتعزز على أسسها انتماؤنا الوطني».
وأشارت في كلمة لها بمناسبة افتتاح معرض «المسيد» بقصر رياس البحر، أنه «رغم اختلاف الطقوس الاحتفالية في إحياء هاته المناسبة في مضامينها وفق العادات والتقاليد من منطقة لأخرى من ربوع الوطن، إلا أنها تعبّر عن حب الرسول |، بإكرام ذكرى مولده الكبير، يكتسي الاحتفال به ميزة جعلت منظمة اليونسكو تسجل «السبوع النبي» ضمن القائمة التمثيلية للتراث العالمي اللاّمادي وهذا لما تعكسه من قيم إنسانية وحفظ للذاكرة الوطنية وتقاليد متوارثة عبر الأجيال».
وثمّنت الوزيرة مبادرة إقامة معرض «المسيد» لإعادة الاعتبار للمدارس القرآنية والتعريف بدورها وبالخدمات الجليلة التي قدمتها إبان الاستعمار الفرنسي في الحفاظ على الهوية، حيث شكلت سدّا منيعا في وجه حملات التنصير والترهيب والتجهيل التي مارسها الاحتلال الفرنسي ضد الشعب الجزائري، إضافة إلى دورها الريادي في ترسيخ المرجعية الدينية القائمة على الوسطية والاعتدال والرافضة للتطرف والغلو».
وأشارت شعلال، أن»الهدف من هذا المعرض الذي يبرز النمط التقليدي للمدارس القرآنية، هو إحياء الذاكرة الوطنية والإبقاء على النمودج المعماري الذي يرمز للأصالة والتاريخ لهاته المعالم التي أنجبت علماء وفقهاء وأئمة ومجاهدين وعديد الرموز الوطنية».