رحيله خسارة كبيرة للفن الجزائري الأصيل، الفنان الراحل رابح درياسة كان رمزا من رموز الثورة الثقافية والفنية في الجزائر، والذي شرّفَ الأغنية الجزائرية عبر العالم، في فترة لم تكن هناك لا فضائيات ولا شبكة التواصل الاجتماعي، كان أفضل سفير للأغنية الجزائرية عبر العالم، الفنان الراحل رابح درياسة والشاعر الذي كان يتفنن في كتابة الأغاني، بطريقه ابداعية رائعة، تعبر عن تراثنا العريق، فالأغنية البدوية بالنسبة للفنان رابح درياسه هي تخليد لعاداتنا وتقاليدنا العريقه الضاربة عبر التاريخ، كانت أغانيه تواكب الاحتفالات الوطنيه والمناسبات الدينية، لم يترك موضوعا إلا وكتب عنه وغناه بألحانه الشجيَّة، التي كانت تمتزج بين العصرنة والتراث الغنائي البدوي فملك قلوب الملايين، بالرغم من أنه في فترة ما قدّم أغاني عاطفية حديثة النغمة واستطاع ان يمزج بين العصرنة والأصالة، ناهيك عن الطفرة الإبداعية التي أحدثها في الاغاني البدوية الجزائرية، وللأمانة هناك مواقف جميلة جمعتني بالحاج رابح درياسة ومن بينها هذه القصة الجميلة المختصرة ..كان للراحل الفنان رابح درياسة مكانة كبيره في قلوب الشعوب العربية، في سنه 2015 التقيت بمساعد مخرج من سوريا الشقيقة كان يعمل في قناة لبنانية حيث كنت مستعدة لحوار عبر قناة فضائية، التي تبث من لندن عاصمة بريطانيا، ما أثار انتباهي أن ذلك الأستاذ كان اسمه رابح، استغربت كيف لرجل مشرقي من سوريا يلقب باسم رابح، سألته ؟ من أين لك هذا الاسم أستاذ؟! فابتسم ثم أجابني وقال لي اسمي له قصة جميلة تتعلق بالفنان الكبير الجزائري رابح درياسة، قال لي إ والده كان من عشاق أغاني الفنان الكبير رابح درياسة، فوعد زوجته قال لها لو يرزقني الله بولد سأسميه رابح تيمنا بالفنان الكبير الجزائري رابح درياسة…
هذه القصص تدل على أن مكانة الفنان الراحل رابح درياسة، كانت كبيرة جداً في قلوب الملايين عبر العالم، وخاصة العالم العربي الذي ترك في نفوس عشاقه بصمته القوية جدا وعشاق الاغنية الجزائرية التي استطاع ان يميزها عن باقي الأغاني والطبوع الأخرى، وكان له دور
كبير في امتزاج الأغاني البدوية الجزائرية بالأغاني الحديثة التي لها علاقة بالطابع الشرقي والجزائري.
