الشاعر مصطفى عيسى السيد:

غياب الدعـم زاد مـن معاناة المثقـف

حبيبة غريب

 في انتظار أول إصداراته يخط الشاعر مصطفى عيسى السيد حروفه قصائد تنشر على صفحات الجرائد الورقية والالكترونية يتطرق من خلالها لعدة مواضيع اجتماعية وسياسية تحاكي راهن البلاد ومتغيرات المجتمع. مثله مثل الشعراء والكتاب والمثقفين; يجد جمهورا لحروفه في صفحات التواصل الاجتماعي هذا الفضاء البديل للأنشطة الثقافية والأمسيات الشعرية في زمن تفشي فيروس كورونا وفرض الحجر الصحي.
 قال الشاعر مصطفى عيسى السيد في تصريح لـ« الشعب” أنّ الأزمة الصحية التي خلفها فيروس كورونا خلفت انعكاسات سلبية على المثقف والفنان للسنة الثانية على التوالي”.
أشار الشاعر في تصريح لـ« الشعب” أن الجائحة ضيقت دائرة رزق الكثير من الفنانين والمثقفين خاصة هؤلاء الذين جعلوا من موهبتهم مصدرهم الوحيد للعيش”.
 “لقد شهدنا، يقول عيسى السيد “ الكثير من الحالات المتدهورة التي آلت إليها أوضاع عدد كبير من الفنانين والذي أطلق بعضهم نداء استغاثة على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينهم على سبيل المثال فنان من وهران حيث بلغ أكثر من أربعين عام ولم يتزوج بسبب انعدام السكن وما زاد الطين بلة مرضه الذي أقعده الفراش شفاه الله”.. تذكرت من حديثه قوله - ربي يكثر خير الفنانة بختة الوهرانية ساعدتني بزاف في مرضي”..
وتأسف الشاعر للوضع الذي فرضته الجائحة التي لم تترك حسبه المجال للمثقف ليستعيد أنفاسه بعد معاناة السنة الأولى حيث أكلت الأخضر واليابس للمرة الثانية فأصبح يجتر نكسة العام الفارط، وكل ما استفاد منه هو تعلمه الحيطة والحذر في انتظار الفرج وفي غياب القائمين على رأس وزارة الثقافة والفنون الذين يعتبرون أمواتا لا يسع المرء سوى التكبير عليهم، فهم لم يقدموا أي سند للمثقف والفنان في محنته.”
 وكشف مصطفى عيسى السيد أنه “يتعامل مع الجائحة مثل أيّ مواطن ومثل أيّ شخص عاقل يهدد حياته شيء، فيلتزم بكل تعليمات الحيطة والحذر، ويكثر من النشاط الفكري على مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفا “: أنا أكتب الشعر والطبقة المهتمة بهذا اللون يتفاعلون معي ولو بوضع إعجاب على صفحتي بالفايسبوك وكما نعرف أن الشعر في هذا الزمان ليس له جمهور واسع كالغناء مثلا ولكن يبقى له جمهور ذواق للقصيدة، وللحرف يتأثر وتفاعل مع صاحب القصيد”.
وعن مشاريعه الأدبية كشف المتحدث أنها باقية في خانة الحلم والأمل في غياب دعم الوزارة للمثقف، فهو قد دخل عالم الشعر حبا في الحرف والقافية وليس لجني المال، لكنه مستمر في العطاء حتى وإن غابت الراحة المادية التي تساعد المبدع على التركيز والتفرغ أكثر لموهبته”.
ودعا في الأخير الجميع “إلى اتخاذ من الحذر والحيطة مبدأ ودستورا في حياتهم حتى يتسنى للكل الخروج بسلام من هذا الخندق المظلم الذي أدخلتنا فيه الجائحة، دون فقد وخسارة أحبائنا وحتى لا يعود علينا الأمر بالندم وعض الأيدي في المستقبل”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024