إعلام يكشف تناقضات تقارير المغرب بشأن المفقودين
أعطى التلفزيون الجزائري دعما آخر للقضية الصحراوية التي تعرف التعتيم الإعلامي والتصدي لذلك الجدار المبني أمامها لإخفاء أو تجاهل الانتهاكات والخرقات اللاإنسانية في حق شعبها، حيث وجد ان الزاوية الامثل لايصال صوت هذا الشعب هي حقوق الانسان، التي أصبحت لغة تدغدغ وتدخل في خوالج الرأي العام.
لم يفوت التلفزيون الجزائري مرافقاته للقضية الصحراوية ولم يجعلها هباء منثورا، بل أثبت مهنيته بما يؤكد موقف الجزائر، الذي لا يحول ولا يزول، تجاه هذه القضية، بانجاز تحقيق غاض فيه الصحفي عمار بن جدة في الواقع المعتم الذي يعيشه الصحراويون، الناتج عن انتهاكات المغرب، حيث كانت البداية بجمع أهات أهالي المخيمات الذين ميزهم الصبر وعدم تمكنهم كبدويين من نقل معاناتهم، بعد أن تم منعهم كغيرهم من الاعلاميين من الدخول والتحقيق داخل المناطق التي هي تحت سيطرة الغرب.
حضر البث الأولي لتحقيق مطول حول تحديد هوية المفقودين الصحراويين الذين وجدوا بمقبرة جماعية بأمقالة بالاراضي الصحراوية المحررة الموسوم بـ «عرش على الجماجم...شعب الصحراء الغربية في المزاد ! «، اعلاميون الى جانب محرز العماري، ذلك الاسم المعروف منذ بداية القضية الصحراوية في مجال التضامن معها.
تعود جذور هذا التحقيق الى سنوات، بناء على شهادات سجلها التلفزيون الجزائري، تتحدث على الاغتيالات ووحشية الاحتلال المغربي، هذه الشهادات التي وجدت صداها بعد العثور على عظام من طرف الصحراوي عبد الرحمن في منطقة امقالة.
وما عملية العثور على هذه العظام إلا القطرة التي أفاضت الكأس للمطالبة بالتحقيق في هذا الشأن، والتأكيد على وجود المقابر الجماعية، حيث قال معد هذا العمل الاعلامي عمار بن جدة، إن الخوف يبقى قائما بحكم تواجد المقابر الجماعية قرب السجون وفي المناطق التي تحت سيطرة المغرب، يتمثل هذا الخوف في امكانية محو هذه الاماكن والتخلص من الاثار التي تثبت وجودها.
واصل عمار بن جدة تحقيقه ليرافق الفريق الطبي المؤهل الذي اعتمد في تحليل العظام، من الناحية العلمية والانثربولوجية، وصولا الى الحمض النووي، حيث تم في الاخير كشف هوية الضحايا وتسليم رفاتهم لآهاليهم.
وقد أكدت نتائج التحاليل الأنثربولوجية والعلمية والحمض النووي صحة شهادات الصحراويين، وبالتالي كانت الشهادات والتحاليل وما ورد في الوثائق التي تم العثور عليها تحت لواء معلومات مشتركة وواحدة.
للإشارة يعرض التحقيق على القناة الجزائرية هذا الجمعة على الساعة الثالثة مساء.